تقيم الفنانة التشكيلية المغربية سناء الكشيري من 7 يونيو المقبل، والى غاية الرابع عشر من نفس الشهر،آخر أعمالها( مع منتدى الشباب) ، وذلك برواق النادرة بالرباط، في محاولة حالمة من الفنانة، لقاء جمهورها بلوحات فنية جديدة، ترسم فيها عوالمها الابداعية الجديدة التي تحكي الف قصة وقصة تروى بين الريشة واللون.
عوالم غيبية
وتشكل اعمال الفنانة التي ستعرض بالمناسبة، فرصة حقيقية للمتلقي لاكتشاف عوالم غيبية تدركها الفناة وحدها، لكنها تحاول بكل ذكاء فني كبير بان تشرك معها الجمهور، في الاحتفاء بتلك الالوان الخرافية، وبكل تلك الاشكال الفنية التي توجدها في اعمالها، وهي اعمال مضمخة بعطر ابداعي لا يوصف.
سفر فني حالم
ورجوعا الى اعمال الفنانة التي اوجدتها في العديد من المعارض السابقة، يمكن التاكيد انها اعمال تركز على الكثير من الموضوعات الخصبة والمتنوعة، ومنها موضوع السفر الدائم باتجاه المستحيل وابراج الحلم بحثا عن التميز، انه سفر اسطوري داخل الذات والتاريخ، ورحلات حالمة داخل المدينة ووسط العمران وذات المتلقي، انها عوالم الفضيلة التي تبحث عن خلاصها الفنانة بحس فني انثوي راقي جدا، انه بحث فلسفي عن الحقيقة، تارة على ظهر سفينة، واخرى على ضفاف شعرية تفصح عن ذات تشكيلية لها الكثير من العلامات والرموز.
نبضات درامية معزولة
لا احد يدرك انه في اعمال الفنانة، يمكن ملامسة نبضات درامية، من خلال النقر بالريشة والاولوان على ارغن العزلة الملفوفة بالسعادة والكد. ان لوحاتها احتفاء بالخوف والنفور والحذر، وتكريم لكل رموز التاريخ وذلك من خلال رسم ملامح القلاع والمدافع والحواجز سواء كانت حقيقية او تبدو كأضياف حالمة.
هكذا تتشكل في اعمال الفنانة لغة حوار فني عميق، حوار تطرح اسئلته الكثير من الرموز، والاشارات السيميولوجية، انه حوار دفين وصريح ، بين الانسان والانسان، وبين الطبيعة، وكل الاشكال والموجودات، انه حوار، في امكنة وازمنة اخرى بين الانسان والحيوان، مما يعطي لاعمالها طابع الخصوصية والتميز.
اللغة والبياض والأمل
ثمة في اعمال الفنانة سناء الكشيري، بعد سفر حالم باتجاه المستحيل، من خلاله كان الحوار، وكانت الدراما، والتراجيديا والكوميديا في ان واحد، يشع الامل الكبير الذي يتجلى من خلال قيم الموسيقى ولون البياض الرقيق، فضلا عن الدعاء الى السماء، ورموز الشمس والقمر والنجوم وما بينهما، انه فرحة الجسد الهلامي والترقب من وراء الجبال والاسوار والنوافذ والابواب والشواطئ التي تحكي للعاشقين وللخالمين والشعراء حكاية لن تمحوها السنين.
رموز واشارات سيميائية
ومن ناحية التقنية التي توظفها الفنانة يمكن التأكيد ان سناء تعمد الى التركيز على استعمال الرموز والاشارات بدون تشخيص المواضيع، حيث تبرز من خلال اطراف الانسان والادوات التي يستعملها في حياته" رجل، يد، وعين، مدفئة حصن، مراة....."، فضلا عن حركات الانسان من خلال حركات الانحناء والاندهاش والاستقامة والتكوير.
اما اجزاء الطبيعة في اعمالها فتبرز من خلال رمز الشمس والقمر والبحر والسماء والجبل وغيرها من الاشارات الاخرى، التي تهم المدينة كالاسوار والاقواس، والاسواق الداخلية، والاسلوب التجريدي، من خلال اشارات السراب والتقاطع والمربعات، والاختلاط والدراما، والخطوط المتوازنة وغيرها.
لغة تشكيلة شاعرية
عموما يمكن التأكيد على ان لوحات الفنانة سناء الكشيري، اعمال الكثير من الفيض الابداعي والفني، الجميل، وبالتالي فان أعمالها الأخيرة ستكون مناسبة حقيقية للاحتفاء بالعديد من المواضيع، والرموز والاشارات بطريقة فنية راقية، مما يجعلها احدى فنانات الجيل التشكيلي الجديد والمتميز، الرافض في العيش في جبة الاخرين، والبحث له عن ما يميزه من حيث الاسلوب والرؤيا واللغة التشكيلية التي تبقى لغة ابداعية خالصة بكل التجليات الحالمة.