إنسجاما مع تيمة دورة سنة 2012 المتمحورة حول " السينما والموسيقى " إختارت إدارة "الأيام السينمائية الدولية لدكالة" تكريم وجهين فنيين مغربيين ساهم كل منهما من موقع اختصاصه واهتمامه في إغناء ساحتي السينما والموسيقى وطنيا ودوليا ، يتعلق الأمر بمدير المعهد الموسيقي "المستقبل" بالجديدة الأستاذ الحاج بوشعيب السبوعي والمبدعة السمعية البصرية يزة جنيني . يقام حفل التكريم في السابعة من مساء السبت 26 ماي الجاري بالقاعة الكبرى للمدرسة الوطنية للتسيير والتجارة ويتضمن إلقاء شهادات في حق المكرمين وتقديم هدايا رمزية لهما مع عرض فيلمي "العيطة" و "نوبة الذهب والضوء" للمخرجة جنيني . فيما يلي إطلالة على بيوفيلموغرافيا المبدعة يزة جنيني مع صورة تذكارية تجمعني معها رفقة قيدوم السينمائيين المغاربة الأستاذ العربي بناني ، أخذتها عدسة الفنان الصديق سعيد بقلول بفاس سنة 2008 بمناسبة تكريمهما من طرف المهرجان الوطني للموسيقى الأندلسية :
تشتهر الفنانة يزة جنيني بعشقها اللامحدود للسينما والموسيقى المغربية بألوانها المختلفة ، وقد دفعها هذا العشق المزدوج إلى إبداع وإنتاج سلسلة من الأفلام الوثائقية القصيرة تحت عنوان "المغرب جسد وروح" ، حوالي 11 عنوانا ، تناولت فيها غنى المغرب الموسيقي والثقافي . وبإنجازها لهذه الأفلام وأفلام وثائقية أخرى طويلة ومتوسطة الطول وغيرها ، ومساهمتها في إنتاج أفلام أخرى لعل أشهرها فيلم "الحال" من إخراج المبدع أحمد المعنوني سنة 1981 حول مجموعة "ناس الغيوان" الغنائية و الموسيقية الذائعة الصيت ، ساهمت يزة في حفظ جانب مهم من ذاكرة المغاربة الموسيقية عبر توثيقها صوتا وصورة . كما ساهمت ، بفضل التكنولوجيا الرقمية ، في التعريف يألواننا الموسيقية العديدة من قبيل العيطة المرسوية والملحون وأحواش و أحيدوس و الدقة و الآلة والمطروز و الليلة وغيرها ، ونشرها على نطاق واسع عبر الأقراص المدمجة . ان تجربة هذه الفنانة المغربية اليهودية ، المزدادة سنة 1942 بالدار البيضاء والمستقرة بفرنسا منذ سنة 1960 ، جديرة بالاحترام والاهتمام لأنها متعددة الأبعاد ، فقد كانت مكلفة بالاستقبال والعلاقات الخارجية بمهرجاني تور و آنسي الدوليين للأفلام بفرنسا من 1966 الى 1970 وأصبحت بعد ذلك مديرة لقاعة " نادي 70 " السينمائية الخاصة الى حدود 1986 . وفي سنة 1973 أسست شركة " صوجياف " التي تحمل حاليا اسم " أوهرا " بغية انعاش وتشجيع الأفلام المغربية والافريقية توزيعا وانتاجا ، " ألف يد ويد " لسهيل بنبركة و " أليام أليام " و " الحال " لأحمد المعنوني و " الزفت " للطيب الصديقي " و " حادة " لمحمد أبو الوقار كنماذج ، والتعريف بها خارج المغرب . ومنذ سنة 1987 شرعت في كتابة واخراج وانتاج سلسلة الأفلام الوثائقية " المغرب جسد وروح " وغيرها التي تجاوز عددها العشرون والتي تتراوح مدة عرضها بين 26 و 90 دقيقة ، هذا بالاضافة الى نشرها للعديد من المقالات والنصوص حول الثقافة المغربية وبعض الكتب من بينها " المغرب " و " المغرب مملكة 1001 حفلة " ...
إن تكريم يزة جنيني بمدينة الجديدة هو تكريم لمناضلة ثقافية وفنية تعشق بلدها الأصلي حتى النخاع وتحاول من خلال كتاباتها وأفلامها التوثيق لمظاهره الحياتية ومختلف مكونات تاريخه الاجتماعي والثقافي . فهي تستحق أكثر من تكريم اعترافا بالمجهود الجبار الذي قامت به على امتداد عقود من الزمان في التوثيق بلغة السينما للكثير من الظواهر الموسيقية المغربية ، وعملها لن ينساه تاريخنا الفني الذي لم يكتب بعد . فتحية حارة وصادقة لها بمناسبة هذا التكريم الجديد ومزيدا من التوثيق لذاكرتنا الفنية الموسيقية وغيرها.