تكريم السي أحمد سيجلماسي بفاس مبادرة بهية يشكر كل من اقترحها وعمل على تحقيقها ، لأن التفكير في السي أحمد سيجلماسي بهذه الصيغة هو تكريم للسينما بفاس فرجة ونقدا وكتابة إعلامية وممارسة جمعوية، لأن أحمد سيجلماسي نابع من كل هذا، وأن تتم دعوتي لإلقاء كلمة بمناسبة تكريمه اليوم مسألة تشرفني لأن الأمر يتعلق بأستاذي الذي علمني الكثير في العمر الذي ترافقنا فيه، وبصديق بكل أوجه الوفاء ، ورفيق في عشق السينما والكتابة والإنشغال بها. سأكون صغيرا كما كلمتي في هذه المناسبة، لو تحدثت باسمي فقط، فأحمد سيجلماسي هو الواحد المتعدد لهذا لا يمكن أن أتوجه إليه إلا باسم متعدد أفضل أن يكون لمجموع الأصدقاء الذين رافقوه في مسارات نادي الركاب للسينما والثقافة منذ التأسيس إلى اليوم.
لقد وجدنا في السي أحمد سيجلماسي الموجه والأستاذ والمرشد والإنسان والفاعل المدني والإعلامي والمثقف المتواضع الذي كنا ولازلنا نفد إليه لنجد ما يروي انشغالاتنا ويفيد ممارستنا في حقل الثقافة السينمائية ، ويصحح أخطاءنا و يشعل الحرائق الجميلة في أعماقنا خدمة لتصليب معارفنا وممارستنا ووعينا الفني. لقد كان لأحمد سيجلماسي كل الفضل على عشاق كثر للسينما وعلى الباحثين في ثقافتها خاصة بفاس، فقد وضع خزانة أفلامه ومكتبته و معرفته رهن إشارة الجميع بكامل السخاء ،حيث قصدناه في بيته ومقر عمله ، وفي الفضاءات التي يرتادها بحثا عما نريد، وحضر كلما دعوناه لمساندة ملتقى أو مهرجان أو لقاء سينمائي هنا بفاس أو بإيموزار أو الراشدية أو سيدي قاسم أو سيدي سليمان أو سطات أومارتيل أو زرهون إلخ.
السي أحمد سيجلماسي هو أحد القلائل الذين انشغلوا بالتأريخ للسينما المغربية وجمع نتف ذاكرتها، وهومن بين الذين يرتبطون بهذا الفن حبا فيه وليس رغبة في تحقيق مصلحة ما ، لهذا بالضبط لم يوفر نقده وملاحظاته بصدد كل مالم يقتنع به، ولهذا أيضا لم يعنه يوما أن يصطف مع الممجدين والمداحين القدامى والجدد. السي أحمد لم يهمه أن يصير مخرجا أو ممثلا أو عضوا في لجنة أو إدارة... بقدر ما يعنيه أن يكون صوتا للشهادة على حقل وأوضاع وعلاقات ووحيش السينما . يقول ما يقتنع به دوما وهو ما يعدد خصومه في مجال تعود على التمجيد .،والمباركة ،ونعام آس ، والله يبارك.
عرفت السي أحمد بكتاباته، ثم من خلال عملنا داخل نادي الركاب للسينما و الثقافة وفي إذاعة فاس وفي منابر إعلامية مغربية عديدة . عرفته في العمل الثقافي المناضل داخل الجامعة الوطنية للأندية السينمائية ، وفي المهرجانات التي يشارك فيها كمحاضر أو مسؤول إعلامي أو عضو لجنة التحكيم، وفي كل هذا بقي هو نفسه أصيلا وعميقا ومتواضعا وبكل خصال المثقف الإنساني.
فرح اليوم لأن تكريم السي أحمد سيجلماسي يقول الإعتراف لاسم يستحق ذلك، ولأن تكريم السي أحمد هو تكريم لمن يرتبط بالثقافة السينمائية والإعلام الفني والممارسة الجمعوية السينمائية...وتكريمه تكريم لذاكرة السينما بفاس التي تتشكل من مداخل عديدة يوجد با أحمد سيجلماسي في أغلبها.
أخيرا شكرا لك الصديق العزيز والأستاذ والرفيق في درب العشق السينمائي لأنك علمتنا وأفدتنا كلما احتجنا إليك ،ولأنك أحببتنا ضمن حبك للسينما والثقافة والإعلام ،وشكرا لمن فكر في تكريمك.
واسمح لي في الختام أن أقبل رأسك ويدك لأني أحبك وأعرف أن كل الأصدقاء في نا دي الركاب للسينما و الثقافة يرغبون في أن أقبل يدك ورأسك نيابة عنهم.