في إطار الأنشطة الثقافية الموازية في معرض الكتاب القديم و المستعمل المقام حاليا بمدينة الدار البيضاء ، شهد يوم الأربعاء 11 أبريل 2012 ابتداء من الساعة السادسة مساء لقاء ثقافيا باذخا مع الكاتب نور الدين محقق من أجل الوقوف تحديدا في هذا الصدد عند تجربته الروائية المتميزة، بعيدا وقريبا في ذات الآن من اهتماماته الثقافية الأخرى سواء السينمائية منها أو التشكيلية وسواء الشعرية منها أو القصصية . هذا اللقاء الثقافي الذي حضرته مجموعة من الأسماء الأدبية و النقدية المغربية المعروفة. ابتدأ هذا اللقاء الثقافي بكلمة هامة للناقد محمد يوب تتبع فيها بالتفصيل خصوصيات الكتابة الروائية في كل من روايتي "وقت الرحيل " و"بريد الدار البيضاء" حيث تحدث عن بنية كل رواية منهما و علاقتها بالتخييل الذاتي ، مشيدا في هذا الصدد بقدرة الكاتب نور الدين محقق على تقديم متخيل غني على مختلف المكونات الروائية ،شخصيات و أحداثا و أزمنة و فضاءات ، مما منح لرواياته ألقا خاصا بها يدفع بالمتلقي إلى الاعجاب بها . كما أشار الناقد محمد يوب إلى أن اهتمامات الكاتب نور الدين محقق سواء في المجال السينمائي أو التشكيلي من جهة أو المجال الشعري و القصصي من جهة أخرى قد ساهم في إغناء التجربة الروائية لديه .ذلك أن الرواية باعتبارها جنسا أدبيا جامعا تستفيد من كل المجالات الثقافية للكاتب لاسيما إذا استطاع أن يحسن عملية توظيفها بشكل متناسق .وهو ما تحقق في روايات الكاتب نور الدين محقق. بعد ذلك قدم الناقد محمد يوب إطلالة مختصرة لكن عميقة لمختلف الكتب التي ألفها الكاتب نور الدين محقق بدءا من كتابه "القول الشعري و اللغة الرمزية "، و مرورا بكتابيه " شعرية النص المرئي : التشكيل ، المسرح ، السينما" و "نجيب محفوظ وشعرية الحكي ". بعد ذلك أعطى الناقد محمد يوب الكلمة للكاتب نور الدين محقق الذي شكر الحضور على تواجدهم الجميل هذا و على تتبعهم لمساره الأدبي ،لينتقل بعد ذلك إلى الحديث عن روايته "وقت الرحيل" وعن الظروف التي صاحبت عملية كتابتها وعلى تشجيع كثير من الأصدقاء الأدباء له على نشرها ، و في مقدمتهم الكاتب و الروائي شعيب حليفي . كما تحدث عن الظروف التي صاحبت كتابة رواية "بريد الدار البيضاء" و عن الأصداء الجميلة التي خلفتها لحظة صدورها. كما تحدث عن علاقته الروحية بالكاتب العالمي نجيب محفوظ وعن قراءته لمختلف رواياته منذ أن كان طفلا في حوالي الخامسة عشر من عمره. و أشار في هذا الصدد لكتابه الذي أصدره حديثا حول نجيب محفوظ.هذا الكتاب الذي حمل عنوانا دالا هو "نجيب محفوظ وشعرية الحكي " احتفاء بمئوية هذا الكاتب العربي الوحيد الحاصل على جائز نوبل للآداب حتى الآن . هكذا انقضى هذا اللقاء الثقافي الجميل نور الدين محقق. والرائع في الأمر أن كثيرا من متتبعي هذا اللقاء الثقافي الهام أشادوا بالكتب التي سبق لهم أن قرؤوها للكاتب . وهو أمر محمود يشجع على الاستمرارية في الكتابة باعتبارها نافذة مفتوحة على العالم.
إن مثل هذه اللقاءات الثقافية التي يحرص منظمو هذا معرض الكتاب القديم والمستعمل على تواجدها ضمن الأنشطة الثقافية الموازية له تجعل من الفعل الثقافي يشع ، كما تجعل من عملية التواصل الثقافي تأخذ مجالات إنسانية متكاملة .