ضمن النشاطات الميدانية التي تقوم بها مؤسسة محمود درويش للإبداع- كفر ياسيف بفلسطين بهدف الإطلاع ومواكبة المستجدّات التي طرأت على المعالم الثقافية والأمكنة التي تخص الشاعر محمود درويش مثل: اطلاق اسمه على مراكز ثقافية،ومؤسسات عامة:مركز محمود درويش في الناصرة، أو مركزي عرابة وجنين وغيرهما، أو افتتاح شوارع تحمل اسمه، مثل الشارع الذي اطلق على اسمه قبل مدة وجيزة نسبيا،في مدينة شفاعمرو، أو مثل دوّار محمود درويش الذي أقيم مؤخرا على اسمه في رام الله، أوحديقة البروه التي أنشأتها مؤسسة محمود درويش في رام الله احياء لذكراه، والتي تقع في منطقة - المصيون- مقابل قصر رام الله الثقافي، وتبلغ مساحة حديقة البروة 9000 متر مربع تقريبا، وتضم قاعة متعددة الأغراض، مكتبة، متحف محمود درويش،ومسرح صيفي خارجي، وفضاء المنبر الحر، وضريح الشاعر محمود درويش، والحديقة العامة.إلا أن مؤسسة محمود درويش للإبداع- كفر ياسيف،رغم مشاركتها الفعّالة في افتتاح هذه المراكز الثقافية، وتلك المنشآت الحضارية، لم تكتفِ بذلك، بل نراها تتابع زياراتها لهذه المعالم الثقافية بهدف توطيد علاقتها مع القيّمين عليها من جهة، ومعايشة لغة هويّة المكان من جهة ثانية.
من هذا المنطلق قامت المؤسسة في الأسبوع الماضي، ممثّلة بوفد مؤلف من رئيس المؤسسة:الأستاذ أحمد درويش، ومديرها العام:الكاتب عصام خوري، والمسؤول الإعلامي فيها محرر موقع محمود درويش: الشاعر سيمون عيلوطي، قاموا بزيارة لحديقة البروة في رام الله، حيث كان في استقبالهم هناك الأستاذ سمير هلال مدير مؤسسة محمود درويش في رام الله،وقد أطلع الوفد على التطورات التي تمّت بعد افتتاح "الحديقة" وبعد احتفال منح جائزة محمود درويش الذي أقيم في قصر الثقافة الكائن ضمنها،في ذكرى ميلاد الشاعر"درويش" يوم13 آذار2012، واشار سمير هلال: كان لمؤسستكم مساهمة هامة في انجاح الاحتفال. وتحدّث بإسهاب عن البرامج والمشاريع المزمع اقامتها في هذا الصرح الحضاري الذي نريده أن يكون من أهم المعالم الثقافية.
ثمّ توجّه اعضاء الوفد إلى متحف محمود درويش، حيث كانت في استقبالهم هناك الشاعرة والناشطة فيه، أسماء عزايزة- زقصان،التي عبّرت للوفد الضيف، عن بالغ تقديرها لهذة المبادرة،وانها تشعر بسعادة غامرة كلما بادر فرد أو مجموعة أو مؤسسة لزيارة هذا المتحف الذي يحتوي على الكثير مما يخص شاعرنا محمود درويش. وقد اعرب أعضاء الوفد عن اعجابهم بما شاهدوه في هذه الحديقة، وتمنّوا للقيّمين عليها مواصلة تحقيق النجاح في كل ما يسعون إلى انجازه، من أجل تطوير هذا الصرح الحضاري "القرية الثقافية"، وبالشكل الذي يحلمون أن تكون عليه. كما وجّهوا تحية إلى جميع المراكز والمؤسسات التي تسير في هذا الإتّجاه الثقافي الذي يدل على أن الشعب الذي يحترم مبدعيه ويكرّمهم، هو لا شكّ يعرف أن "على هذه الأرض ما يستحق الحياة".