أعلنت دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة دولة الإمارات العربية المتحدة عن نتائج الدورة الرابعة من جائزة البحث النقدي التشكيلي التي اتخذت موضعا لها المفاهيمية في النقد التشكيلي العربي. وتألفت لجنة التحكيم لهذه الدورة من كل من حسين جمعان (السودان) ومها سلطان (لبنان) وريم وجدي (مصر)، وقد فاز بالجائزة الأولى إبراهيم الحجري (المغرب) عن بحثه “المفهومية في التشكيل العربي، تجارب ورؤى” وبالجائزة الثانية الباحث محمد الزبيري (المغرب) عن بحثه “المفاهيمية في التشكيل العربي، مخاوف وآمال”، وبالثالثة سامي جريدي (السعودية) عن بحثه “المفاهيمية في الفن التشكيلي السعودي”، وأوصت لجنة التحكيم بطباعة بحث “المفاهيمية في التشكيل المصري بين الحراك الاجتماعي وإرهاصات الثورة” للباحثة الدكتورة هبة عزت الهواري من مصر، كما أشادت بمجموعة من الأبحاث التي تقدمت للمسابقة وهي بحث “المفاهيمية في العالم العربي، السؤال الصعب والإجابة الأصعب” للباحث الدكتور خالد البغدادي (مصر) وبحث “المفاهيمية في التشكيل العربي” للباحث يسري القويضي (مصر) وبحث “تطور المفاهيمية في التشكيل العربي” للباحث خير الدين عبدالرحمن (سوريا) .
وقد ساهم الحجري في الندوة الموازية التي استمرت طيلة يومين حول الموضوع ذاته بمشاركة نقاد من العالم العربي، فضلا عن الفائزين الثلاثة منهم ريم وجدي وحسين جمعة ومها سلطان وفيصل سلطان وابتسام عبد العزيز وعبد الكريم السيد. وتناول البحث الفائز بالجائزة الأولى للجائزة تحت عنوان «المفهومية في الفن التشكيلي العربي - تجارب ورؤى»، للباحث المغربي إبراهيم الحجري، مدخلاً نظرياً في المفاهيمية وأدوات اشتغال الفن التشكيلي المفهومي، وعرض تجارب ورؤى متنوعة أسهمت في تطور الفن المفاهيمي في الدولة والوطن العربي.
وقال الحجري، إن «انتقال الفن المفهومي للمنطقة العربية كان أسرع من انتقال المدراس الأقدم، إذ استغرق 20 عاماً فقط، وظهر المفهوم في المنطقة في نهاية الثمانينات أو بداية التسعينات من القرن الماضي، من خلال فنانين تلقوا دراساتهم الأكاديمية في الخارج وتأثروا بهذا الاتجاه الجديد، ما أدى إلى إسهامهم في الترويج لثقافة الفن المفهومي في المنطقة، خصوصاً في وجود بينالي الشارقة وتوافر الإمكانات الفنية والمادية التشجيعية». ولفت إلى أن «التحول على مستوى التجارب الفنية يخضع إلى عوامل منها ما هو ذاتي يخص الفنان نفسه ومنها الموضوعي الذي يمتد ليشمل المكونات السياسية والسوسيوثقافية والاقتصادية التي يقترحها المحيط الذي ينتمي إليه الفنان».
تابع أن «الفن المفهومي قام على مجرد الفكرة، ونهض على معنى يراود مخيلة الفنان مستفيداً من الطلقات العلمية والإمكانات التي تتيحها الثورة التكنولوجية الحديثة إلى استحضار مسألة «براغماتية الفن»، وهو حالة من الصراع الداخلي وحالة من الوعي الفكري لتدارك الأحداث وتحقيق الاستقرار الذهني، إذ إن الفن المفهومي في التشكيل اتجاه يمثل حق عودة كاسحة للاستعاضة عن اللوحة المسطحة بكل ما هو متاح ومتوافر في الواقع من وسائط التصوير التقليدي».
وأوضح الحجري في بحثه أن «الفن التصوري المفهومي ينهض على أساس إعطاء أهمية كبرى للفكرة أو المعني، وتهميش الأسلوب والشكل الجماليين وإزاحة هلامية دور الفنان الماهر أو الظاهرة، إضافة إلى إشراك المتلقي في بناء المعنى وتأسيس النموذج الفني والانفتاح على المحيط المجتمعي والواقع السوسيوثقافي للمجتمع الذي يحيط بالفنان».
وأكد الحجري أن «معطيات ومقومات الفن المفهومي قلبت ترسانة المفاهيم النقدية الفنية ودعت بشكل جاد إلى التفكير في مظاهر نقدية جديدة وإرساء أدبيات جمالية مغايرة ليس احتفالاً بالتجربة، إنما تماشياً مع مقتضيات عالم شديد التطور لا يهدأ على حاله، لاسيما في اعتماد النظام على خامات ووسائل جديدة في الفن التشكيلي وتشغيل خامات بديلة عن الصباغة والحبر والألوان العاكسة والطين والحصى والتشييد في الفراغ والتجميع عبر المواد الجاهزة والأشياء الحقيقية بأسلوب ثلاثي الأبعاد».
وحول مظاهر المفهومية في الفن التشكيلي العربي، قال الحجري إن «الفن التشكيلي العربي تأثر بمفاهيم الحركات الجديدة بما فيها المفهومية، جزئياً أو كلياً، سواء عبر اطلاع ومواكبة بعض الفنانين العرب لما يستجد في الساحة العالمية من خلال المشاركة في المعارض العالمية الدولية والاحتكاك بالتجارب الأخرى، والسعي إلى توظيف هذه الثقافة البصرية المستعارة تقنياً وأسلوبياً في تطوير الأداء وفتح آفاق الاشتغال على مدى واسع».
للإشارة، فإبراهيم الحجري كاتب وناقد أصدر لحد الساعة عددا من المؤلفات منها: أبواب موصدة 2000، أسارير الوجع 2006، آفاق التجريب في القصيدة المغربية 2007، استثناء 2009، النص السردي الأندلسي 2010، صابون تازة 2011، البوح العاري 2012، شعرية الفضاء في الرحلة الأندلسية 2012، الشعر والمعنى 2012... قد سبق أن فاز بجائزة دبي في الرواية 2004، وتنويه اتحاد كتاب المغرب 2001، وتنوية جائزة الشارقة في الرواية 2002، وتنويه جائزة دبي 2010 ... فضلا عن عدة جوائز محلية...