هو ديوان صدرت طبعته الأولى سنة 2006 مع ترجمة له إلى اللغة الفرنسية أنجزها الأستاذ عمر أقصبي (القصائد الأمازيغية الأصلية بالحروف اللاتينية).
الطبعة الثانية للديوان صادرة بورزازات عن مطبعة بوبليسود، في 132 صفحة من القطع المتوسط. لوحة الغلاف لفاطمة ملال. وتتضمن 54 قصيدة، بالإفضافة إلى مقدمة للأستاذ أحمد حداشي المدير السابق للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لمكناس/تافيلالت، واستهلال لمترجم العمل، مع العديد من الهوامش الشارحة لبعض المصطلحات أو الملقية لبعض الضوء على قضايا مثارة في القصائد.
يقول ذ. حداشي في المقدمة:
"..أشعار ملال تعالج موضوعا أصيلا: الهم. همّ قمين بأن يجعلك تجهش بالبكاء. همّ يسعى إلى محو الفرحة. ولكن بأي هَم يتعلق الأمر في قلب هذا الفنان؟ أخشى ألا يوجد قصيد (في الديوان) يغيب عنه هم ما (....)
لنقرأه، لأن هذا الشاب ينعم علينا بهدية. فقيمة عمله ليست صغيرة..." (ص: 6)
ويقول المترجم ذ. أقصبي، بخصوص ثيمات الديوان:
"..بالإضافة إلى عالم البشر، يتوجه (الشاعر)، تلقائيا، إلى الزهرة، إلى الطائر في السماوات، إلى ندوب قلبه، إلى وادي دادس، إلى باكورة التين، إلى البئر... وحتى إلى الشمس، إلى الحياة، وإلى الزمن، كما لو أنها قائمة، هنا، على بعد متر أمامه.." (ص:13)
الشاعر موحى ملال فنان تشكيلي أيضا ويتعاطى الموسيقى والغناء الأمازيغي.
يقول ذ. موحى صواك، في مقال له بالفرنسية (في جريدة البيان المغربية)، عن الفنان:
"..في سن الثانية عشرة، تلقى (ملال)، أخيرا، قيثارته الأولى، منحها إياه أبوه. وقد كان يشدو، وحده، بالأغاني التي كان يسمعها، ولكنه كان أيضا، يؤلف أغانيه الخاصة. وكان يسجل قطـَـعه بالمسجلة، ثم ينصت إلى أدائه ليمارس عليه النقد الذاتي.(....)
وإذا كان موحى ملال، اليوم، قد عرف كيف يوجِد لنفسه مكانة في الحركة الفنية المغربية والعالمية عامة، والأمازيغية خاصة، فإن الفضل في ذلك يعود إلى مثابرته وجديته.." (موقع البيان).
من أجواء ديوان "الهمّ"، هذا المقطع من قصيدة "الجَدة":
".........
احكي لي عن الشعراء،
عن الزيجات والأغاني،
احكي لي تاريخ
تلك الأيام البهية الضائعة.
حدثيني عن الحروب؛
وعن الرجال الجسورين.
فإني ما زلت أتوق إلى أن أسمع
أغنياتك الخاصة (تيمنادين وتيماوايين).." (ص:41)
وهذه المقطوعة: "لقد سمعت":
"لقد سمعت الحرية.
شاهدت الربيع.
ولم أعد أخاف.
الطيور جائعة إلى الحد الذي
لا تخشى فيه الفزاعة.
في الأقدام أحذية؛
ولم تعد تخاف البرد.
الشجرة مكسوة؛
ولم تعد تخشى الريح.
لقد اهتديت أخيرا إلى طريقي؛
ولم أعد أخشى الضياع". (ص:115)
الأستاذ ملال من مواليد 1965 بتملالت ببومالن دادس، فنان تشكيلي وشاعر ومغن، ويدرّس الفنون التشكيلية بورزازات. له عدة أشرطة غنائية بالأمازيغية، شارك في عدة معارض وأحيا عدة سهرات فنية.
ومترجم الديوان، الأستاذ أقصبي مزداد بتنغير سنة 1962، وهو أيضا فنان تشكيلي ويمارس مهنة التعليم منذ سنة 1984، و مؤلف لعدة قصص قصيرة وحكايات.