بعد أن احتضن رواقه أعمال مجموعة من الفنانين التشكيلين الطنجاويين خصوصا، والمغاربة عموما، نظم مدير رواق Médine Art بطنجة معرضا ضم مجموعة من اللوحات التشكيلية لفنان السوق الداخلي "أنطونيو فوينطيس" الذي توفي سنة 1995...
وحسب مدير الرواق الفنان عمر التشكيلي الصالحي، فإن اختيار أنطونيو فوينطيس دون غيره، راجع لعدة أسباب، أولها؛ أنه ولد بطنجة من أسرة غنية، وكلن بإمكانه العيش متنقلا بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط كأي فنان أوروبي.. لكن فوينطيس _ابن طنجة_ لم يفعل ذلك.. كان وهو رفيق بيكاسو في لاغروند شوميير، بإمكانه السير على درب هذا الأخير، لكنه فضل العيش طوال 90 عاما في مرسمه بزنقة الجامع الجديد بالسوق الداخلي.. قبل رحيله، رفض فوينطيس عر السفارة الإسبانية القاضي بجعل مرسمه متحفا لأعماله. ربما كان رفضه ذلك خطأ – حسب تقديم إدارة الرواق_ لأن قبوله كان سيتيح لنا إمكانية الإطلاع عن كثب على كل مراحل مسيرته الفنية، والتي يصعب الآن الاطلاع عليها، لكون جل لوحاته لا توجد سوى في متاحف وقصور ملكية".
وأضاف عمر الصالحي، أن سياق تنظيم هذا المعرض، لم يأتي في سياق مناسباتي محدد، غير أن الإشارة تجب هنا إلى أن المعرض هذا؛ يعتبر أول معرض خاص بأعمال أنطونيو فوينطيس بعد رحيله.
حفل الافتتاح، عرف حضورا مكثفا لمجموعة من الفنانين التشكيليين والمهتمين بالفن التشكيلي مغاربة وأجانب.
أنطونيو فوينطيس؛ فنان لازال الكثير منا يتذكره وهو يتجول في زقاق السوق الداخلي مرتديا معطفه الرمادي.. ولازال البعض يتذكر كيف كان يجلب من جيب معطفه كومة من الطباشير ويفرقها على الأطفال..
أنطونيو فوينطيس، فنان سبق زمانه نوعا ما، ورغم اختياره _ عن حب _ البقاء في طنجة، إلا أنه ، ومن خلال، قراءة بعض أعماله، يبدو كما لو أنه غير منسجم مع محيطه الخارجي، رغم أنه في أعمال كثيرة حاول أن يعبر عن الجو الحميمي الذي كان يجمع رواد مقاهي السوق الداخلي...
الحال أن الفنان أنطونيو فوينطيس؛ لم يأخذ حقه من الاهتمام النقدي والاعلامي لحد الآن، لذلك نحيي عمر الصالحي على هذه المبادرة، وندعو النقاد والباحثين في الفنون التشكيلية أن يلتفتوا إلى هذا الفنان الذي فضل البقاء في طنجة على الذهاب إلى موطنه أو بالأحرى موطن والده إسبانيا.