مسرحية زنقة زنقة أول مسرحية عربية تتحد ث عن الثورات العربية في العالم العربي للمخرج اللبناني قاسم اسطنبولي ، والذي بدأ عروضه المسرحية في الشارع في عز الثورة المصرية أمام مبنى السفارة المصرية ليجسد لوحة الغضب، وفي ساحة "الإسكوا" في بيروت مع بداية الثورة الليبية ، ليجسد من خلالها شخصية العقيد معمر القذافي في الشارع .
اليوم وبعد نجاح الجزء الأول ها هي "زنقة زنقة 2 " تبصر النور ، حيث تم الإفتتاح في بيروت بعد عيد الفطر المبارك على خشبة مسرح بابل .
واللافت هذه المرة بالمشاركة العربية في فريق العمل من مصر وليبيا وتونس واليمن والسودان ولبنان وفلسطين ، من خلال الممثلين والمتظاهرين والشعارات واليافطات ، حيث ستنقل المسرحية نبض الشارع العربي ومعاناة الشعوب والثورات إلى خشبة المسرح .
مسرحية "زنقة زنقة 2 " تجمع ما بين الكوميديا الساخرة والتراجيديا ، وأبطالها هم الرؤساء العرب من بينهم القذافي وحسني مبارك وبن علي، حيث جمعتهم الثورات ليعيشوا في غيبوبة ما بين عشق السلطة والمال ومعاناة الشعوب والظلم والقهر والاستبداد.
استهلّ الإسطنبولي عمله بمشهد مأسويّ من مشاهد التعذيب في السجون المصرية يُظهر كيف تحوّلت مصر كلها الى سجن كبير يعاني فيه المصريون يومياً، ثم ينتقل الى ثورة المظلوم على الظالم محطماً القيود ، راقصاً مع الكرسي ومحطّماً إياها أيضاً، للدلالة على إسقاط نظام متسلط ،
يكسر التراجيديا بكوميديا ساخرة، فيجسد شخصية "العقيد" ، وهنا المفاجأة، تمكنه من شخصية معمر القذافي وإتقانه لهجته وحركاته وملامح شخصيته ولغة جسده ولحظات الصمت، ثم صارخاً ومزمجراً وموبخاً وضارباً حاشيته ومرافقيه ومرتزقته.
نصعد إلى الطائرة مجدداً، فيحملنا إلى البلد الام، لبنان، وهو في تعبيره يعيش "زنقة" فعلية، لا "زنقة قذافية". يلعب لعبة الحرب اللبنانية التي أكلت الشباب اللبناني، رغماً عنه، وأرغمته على حمل السلاح، رغم عدم درايتهم بكيفية استعماله. يطلق صرخة كل شاب عربي ، منتفضاً في وجه كل قاتل: "وين الجثة، مين قتل الجثة، مين جاب الجثة، كيف تحولت الجثة لجثة، مين هني الاعداء؟"... فكانت بمثابة رسالة للثورات العربية بعدم الوقوع في فخ الحروب الاهلية والفتنة والتقسيم .