عقد مثقفون عراقيون يقطنون في ولاية ميشيغن الامريكية عدة اجتماعات وعلى مدى ثلاثة اشهر ناقشوا خلالها الوضع الثقافي العراقي والعربي وأسفرت هذه الاجتماعات عن بيان تأسيسي تضمن المنطلقات النظرية للعمل الثقافي – الفني المستقبلي وقرروا تسمية تجمعهم هذا بأسم " تجمع إريدو الثقافي" وقد وقع البيان التأسيسي الذوات المدرجة اسماؤهم في نهاية البيان.
البيان التأسيسي ل"تجمع أريدو الثقافي" :
أفرزت القدرات الإبداعية العراقية الكثير من الرؤى المستقبلية التي تتسامق مع البنية السوسيولوجية لمنجزات الحضارة الإنسانية المعاصرة ،بل وأطّرتها كصورة مشرقة من حيث أنها أعطت شهادة عصرية للقلق الإنساني إزاء المصير،مصير الإنسان نفسه طبقاً لتلك الرؤى المستقبلية، وبهذا أصبح المنجز الإبداعي العراقي بمثابة الأيقونة التي تلتف حولها مشاعر جيلنا الحالي والأجيال المقبلة لتشكّل قوّة دفع جديدة لتطوّر إنساني محتمل ،لكن المشكلة التي تتعرض لها القدرات الإبداعية بكل صنوفها هي تعدد المناهج والأساليب والتي لا يرقى بعضها الى الدهشة التي هي نقطة الإرتكاز في أي عمل إبداعي ،ومن هنا أصبح من الضرورة بمكان البحث عن مكامن جديدة تدفع بإتجاه الجديد ،وعليه يجب التفرقة بين ماهو مصنوع ومتكلّف وما هو مُبتكَر وخلاّق وعلى الأصعدة الإبداعية كافة . والسؤال الذي يجب طرحه في المرحلة الأولى من مراحل نموّ العمل الإبداعي ذهنيّاً هو هل يشكل هذا الإنجاز أو ذاك إضافة جديدة الى مجمل المعرفة الإنسانية؟ ولعل المبدع باعتباره شاهد عصر يدرك تماماً ما شكل وحجم تلك الإضافة ودورها في صنع الحياة المثلى والمتقدّمة للمجتمع البشري ومن خلال استشرافه للمستقبل وإستنباطه لقوانين التطوّر حتى ليكاد يقترب من فهم جديد للأدوات المحركة للفكر الإنساني بما في ذلك إعادة النظر في تاريخ الإبداع وإستلهام الموروث من منطلقات يكتشفها ذاتيّاً وبما يؤكّد القدرة على الخلق الفني ضمن عالم مُتخيَّل و محسوس في الآن نفسهِ .
ومن هنا يحظى مفهوم الحداثة بإهتمام كبير لدى المبدعين جميعاً ،لكن هذا المفهوم قابل للتغييرأو التعديل ضمن الشرط الزمكاني حيث أن ثمة مبرراتٍ تغلفه بضبابية تخرجه من إطاره السليم والذي يؤدّي عادةً الى نزوع الإبداع نحو الذاتيّة المطلقة ممّا يتنافى والعلاقة مع المحيط الإنساني المستقى من العقل الجمعي المؤطِّر لقلق الإنسان ونزوعه الى الأفق الذي يستوعب القدرة الإبداعيّة الخالصة لذات الفنّان أو المبدع ، لكن الغرابة – كل الغرابة – أن مثل هذه النزعة قد تسوق أحياناً الى تفسير إشكالي للإكتشاف بمعنى أننا قد ننحاز تلقائيّاً الى كل ماهو مدهش على الساحة الفنيّة، ومن هذا المنطلق نؤكد على ضرورة التجريب بإعتباره طريقاً موصلاً الى إكتشافات إبداعيّة جديدة يمكن أن تشكّل علامة بارزة على تحقيق الإضافة المطلوبة للمعرفة الإنسانية ولعل مقولة هيجل الشهيرة(كل ماهو واقعي هو مثالي وكل ماهو مثالي فهو واقعي) قد تنطبق وجوباً على هذا المنطق مع إضافة جديدة لها تتعلّق بتحليل المُنجَز الإبداعي الى الأصول التي إنطلق منها ، وهذا يحتّم علينا أن نساوق بين ذات المنجِز والإنجاز مع مجاراة قواعد النقد الموضوعي والإلمام بطرفي المعادلة...أو حسب تعبير الشاعر الإنكليزي ت.س.إيليوت خلق مُبادل موضوعي يترسّم خطى الإبداع ، وهو في المحصّلة النهائية يشكّل الصورة المؤطرة لقدرات المُبدِع وفهمها ضمن التطلعات المطلقة للإنسان . ولعل من أكبر الأخطاء التي يرتكبها المبدع بحق نفسه وإنجازه هو القفز على همومه معتمداً أسلوب حرق المراحل بغية الوصول الى النقطة التي إنتهى اليها غيره ، وقد لاحظنا ذلك عند مبدعين كنا نتوسّم فيهم بدايةً أنهم سيشكلون الزخم المطلوب في العملية الإبداعية لكننا فوجئنا وبالرغم من أنهم موهوبون مازالوا يراوحون في الأماكن نفسها التي تركناهم فيها معلّلين ذلك بإستعارة تجارب الآخرين بعد أن قفزوا على تجربتهم الذاتيةالتي هي مصدر طاقة الإبداع لديهم .إن تنوّع التجارب الإبداعية وصقلها ضمن ماهو متخيّل من حيث أنه متوقّع يؤصّل فرادة المُنجِز والمُنجَز في الوقت نفسه ويضمن طريقهُ في إغناء المعرفة الإنسانية بكل أبعادها...
إن إحساس المبدِع بوخز الواقع هو إستنفار لقدرته على الإبداع وإختصار للعالم المدهش الذي يبتغيه وهو – أيضاً – بديل موضوعي لعالم مُعاش قد يستغني عنه في لحظات تألّقه وتجلّيه ، ليكسب لنفسه ديمومة الحياة وبالتالي فإن إجتماع الإرادة و الذاكرة معاً خليق بأن يعطي لهذه الحياة المعنى الأسمى والمثالي الذي يسعى اليه المبدع في لحظات إنعتاقه من كاهل الهموم اليومية التي تخزه وتدفعه نحو عالمه الجديد المتخيّل والواقعي ضمن دورة العقل اللاّمتناهية في إطار من الإندهاش والتعالي على كل ماهو حريّ بالإهتمام الآني والآيل الى السقوط ..وبهذا المعنى تلتزم(أسرة أريدو) لتحقيق ما جاء في هذا البيان على وفق السبل المتاحة والتي نأمل أن تتوفّر لها المناخات المطلوبة.....
أسرة أريدو - ديترويت
العراق السياسي
السبت، 23 يوليو/ تموز، 2011
محاسن الخطيب : فنانة عراقية اختصت بفن الباليه ، حاصلة على شهادة الماجستير من روسيا ، عرضت الكثير من الاعمال داخل وخارج العراق.
غازي الاسدي : فنان تشكيلي عراقي ، بكلوريوس فنون – نحت- اكاديمية الفنون الجميلة بغداد عمل مصورا في الاذاعة والتلفزيون ، له تاريخ طويل في العمل الفني.
صاحب شاكر : فنان مسرحي بكلوريوس فنون مسرحية - جامعة بغداد عمل في تلفزيون بغداد منذ السبعينيات من القرن الماضي ، مثل واخرج العديد من المسلسلات .
سلام جميل : فنان عراقي بكلوريوس اكاديمية الفنون الجميلة اختص بالسيراميك واقام العديد من المعارض الفنية داخل العراق وخارجه.
يعقوب سركيس : فنان موسيقي عراقي لحن وغنى واقام العديد من الحفلات الموسيقية والغنائية في الولايات المتحدة الامريكية.
حسن حامد : فنان وموسيقي ومنتج للأعمال الفنية منذ الثمانينيات من القرن الماضي وما يزال يعمل بنشاط في ميدان تخصصه.
غالب المنصوري : فنان تشكيلي عراقي بكلوريوس فنون تشكيلية خريج اكاديمية الفنون الجميلة – بغداد – اقام عددا من المعارض الفنية داخل العراق وخارجه.
د . سامي مهدي : كاتب ومفكر عراقي له العديد من المؤلفات والبحوث الفكرية، يعمل في العلمانية الثقافية لسنوات طويلة ومن مؤسسي ثقافة الاطفال في العراق.
سعيد الوائلي : شاعر واعلامي ومسرحي وناشط في حقوق الانسان.