صدر ضمن منشورات مقاربات كتاب للباحث السوسيولوجي المغربي الدكتور احمد شراك بعنوان الثقافة وجواراتها وهو كتاب يقع في 73 صفحة من القطع المتوسط ، زين بلوحة للفنانة المغربية نادية خيالي .يقول المؤلف في مقدمة كتابه :'يحاول هذا الكتاب أن يقارب إشكالية/إشكاليات تهم العامل الثقافي ودور الثقافة في هندسة السلوكات وبلورة القيم وتمثل العلائق والنماذج والفاعليات والبنى المختلفة في المجتمع والحياة، مركزا بالخصوص، سواء بطريقة مضمرة أو مظهرة على آليتين اثنتين:
1- آلية الكشف القائمة على تبيان البيني الثقافي أو الثقافة البينية خاصة بين الأنوات والأغيار على صعيد بناء المعرفة وتكونها وذاكرة تخلق نصوصها ومتونها، وعلى صعيد استراتيجيات التواصل أو التفاصل..
2- آلية العرض القائمة على تبيان المابين (entre) الثقافة وأنماط واستراتيجيات وسلوكات وأحداث ووقائع وبنى ومجالات.
وفي المجمل يحاول الكتاب أن يركز على الثقافة وجواراتها انطلاقا من أهمية العامل الثقافي المستمدة من فرضية مركزية وهي أن الثقافة هي أم التخصصات والمحتذيات والتركيبات المعرفية وكذا المسلكيات والعلائق والقيم، وأساس الصراعات أوالتفاهمات، أساس الحرب والسلم، وأساس التهدئة أوالتوتر، انطلاقا من أن الإنسان كائن رامز كما يقول كاسيرر، كائن ثقافي بامتياز، وفي خضم هذه الكينونة تخصب العقائد والتصورات والفلسفات وأنثروبولوجيا العقليات والذهنيات بشكل مؤتلف أومختلف من الهوية إلى الإنية إلى أنطولوجيا الوجود والمصير هنا أو هناك بالجمع لا بالمفرد.
تأسيسا على هذه الأهمية فقد أصبح لافتا اليوم الاهتمام بالثقافة خاصة 'الدراسات الثقافية' كمحتذى أو كاتجاه يتدخل في أنماط عديدة من المعرفة الإنسانية بما في ذلك الأدب كالنقد الثقافي الذي أصبح رائجا، وكذلك اتجاه التعددية الثقافية الخصيب في أمريكا خصوصا من أجل مناولة/مناولات قضية التعدد الثقافي سواء في الولايات أو الجغرافيات المختلفة ثم استراتيجيات التداخل الثقافي (interculturel) في البناء المجتمعي والثقافي خاصة بالنسبة للمجتمعات ذات الأقليات الوافدة، فضلا عن المثاقفة والعبور الثقافي بين الشعوب والقوميات والمجتمعات.
وأخيرا فإن الكتاب يحاول أن يجد له 'حيزا ' في 'البحث الثقافي' انطلاقا من سوسيولوجيات الثقافة والإعلام... من خلال مجموعة من المساهمات، بعضها نشر في الصحف والمجلات والكتب الجماعية على فترات، وخضع للحذف والإضافة والتحيين، وبعضها الآخر يذاع لأول مرة، لعلها محاولة لا تصبو إلا إلى الاستشكال، وإثراء الأسئلة والحفر في فواصل وهوامش من أجل إخصاب الخطاب الثقافي ببلادنا'.
للإشارة فان الكاتب الذي يشتغل أستاذا لسوسيولوجيا الثقافة والإعلام بكلية الآداب والعلوم الإنسانية –ظهر المهراز بفاس قد صدرتله أعمال عدة منها : في المسألة النسائية بالمغرب- فسحة المثقف- مسالك القراءة- سوسيولوجيا التراكم الثقافي بالإضافة إلى مساهمات في كتب جماعية مختلفة.