أهرقتُ ما عصر الفؤاد من النبيذ لعاشقات
يرتوين من الأماني الكاذبه
وأتيتُ أعلن بيعتي موزونة
كندى العيون التائبه
يا مصر
إني قد كفرت بكل من قد نصبوهم
فوق أرضك آلهـهْ
وهجرت فيك حدائق العينين
والقرط الأنيق
وقامة العمر الطويل الفارهـهْ
ورسمت صورتك البهيةَ يا بَـهيـةُ
مثلما رسم الشذا " أملٌ" و" نجمٌ "
والشباب السائرون على الدروب الـوالهـهْ
* * *
يا مصر قومي واستعيدي بسمتكْ
هذا شبابك بالعزيمة سامق
رُسُلُ الحقيقة ... بالهوى قد بايعوكْ
طردوا عن الباب الذين تقاسموا
خبزا تضرج بالدموع وبالدماءِ
وحاربوا مَنْ بالـخيانة ضاجعوكْ
هذا شبابك قد تسلل هادئا
عبر المواقع، عبر صفحته التي في "الْفَيْسِبُوكْ"
كي يرسلَ الإعصار فوق رؤوسهم
كي يرفعَ الطوفان فوق قصورهم
ويقول: إني قد كفرت
بما تناسل في البلاد من الفراعنة الملوكْ
يا "فتنة" فتنت عيون الناظرينْ
يا "فتنة" سحرت قلوب الثائرينْ
يا ثورة لا لونَ دنَّس طهرها
لا لون غيْرُ بياضها المسكوب
عبر "رسائل المحمول" توقظ ما تبقى
في رماد القلب من شرر
ترسّب تحت أكوام الضبابْ
يا مصر !
قيسك قد تدثر في ملاءات النساء
وفي عباءات الشيوخ
وتحت أستار النقابْ
يامصر !
قيسك عاد مرتجلا قصيدا صادقا
يبكي على ليلاه
يتلو سورة الحبِّ الجميلةَ
فاسمعي رغم الحدادِ
ورغم ماكان من سحبِ
الخديعة والسرابْ
ها قيسك المجنون يُبعث ثائرا
ليقول في أرض الكنانة ما يثير خيالهـا
ليقول إني قد عزلت حبيبتي
عن عرش قلبي ...
فاستبيحي يا بهيةُ شالهـا
فدمي الذي خبأته نهر من الحزن الشفيف
يريقه قلمي
ليسكب ما تبقى من خريرٍ
كي يصوغ جمالهـا
وسفائني ترسو على شفة النسيب. وحولهـا
كفٌّ يلطخها الأصيل بما تناثر
من دماء الشمس حين يسلمها النهار إلى المغيب
وليس ينكر فعلهـا
* * *
يا مصر إني ذاهل
سأقول للّحن المسافر في شفاه غاضبهْ
" من ساحة التحرير ينطلق المدى
كي يبدأ التاريخ رحلته مجازا جامحا
ويعيد ذاكرة الكرامة للشموس الغاربهْ
في قوس نصرك ترتدي شفتي ابتسامتها
وتبحث عن فم نسي ابتسامته
فضاعت في دهاليز الشكوك
ومضت تفتش عن شباب، مِنْ أساهم، ودّعوكْ
حفروا أديم قلوبهم
وبعمقه قد أودعوك
عادوا كما عاد الأسير لأمه
رسموا هواك على رصيف جلودهم
وضعوا شذاك على ورود بريدهم
ليضوّعوك
ضمي شبابك يا بهية واذكري اللحن الذي
قد أسمعوك
أَرْضَعْتِهِمْ زمنا
وها هم ـ مثلما أرضعتهِمْ ـ
لبنَ الكرامة أرضعوكْ