يمخر الفنان التشكيلي المغربي أحمد أمين الشرادي عباب شاطئ الصويرة بأشرعة ريشته الفنية تماهيا مع فعاليات مهرجان "أندلسيات أطلسية" المتوقع تنظيمه في الفترة ما بين 28 و31 أكتوبر الجاري بـ"موكادور"، ليس في مغامرة الإبحار اللوني للشرادي ما يدعو إلى الاستغراب والدهشة، فريشته إبحار في يم موسيقي لا تلتطم امواجه، رسام بحار يمزج طنين الشعر بموسيقى النحاس، ويزاوج بين صرير الخشب وبهاء الثوب، إنه تشكيلي من زمن الصويرة الحالم الموحد للثقافات والهويات والمرجعيات على سطح سفينة الإنقاذ من طغيان الابتذال، تشعر أمام لوحاته كما لو أنك ترمق صورة الحياة منحوتة تارة، ومحفورة في أخرى، ومزدانة بلون التعبير عما يخالج الشرادي، التشكيلي الأمين على ذاكرة الوطن وتقاليده وعاداته وأفراحه وأتراحه.
تنتاب الشرادي حالات هيام بالفضاءات واختزالها في لون أو بصمة أو لمسة تتساوق فيها الألوان لتعلن الثورة على منطق الغرابة، فهو يحلم بالشكل الذي يستطيع عبر ريشته أن يزرع فيه روح الحياة، وإكسير الانتماء إلى تربة مغربية أصيلة، تحبُل لوحاته بمعان ورموز كثيرة تترك للمتلقي حرية الانصهار مع هذه العوالم المتعددة الداعية إلى إعمال العقل والإحساس في زمن التجاذبات، غنها تدعوه إلى أن يعيش ألق البحث في ما وراء كل هذه التجاذبات التعبيرية، إنه يرسم وينحت ويشكل بمنطق نفسي لا يخلو من رغبة دفينة في صناعة التميز الناطق بأشياء كثيرة، وإن كان يتوشح بسرالية واضحة تعكس عذابات الشرادي وهو يوقع كل لوحة جديدة.
أحمد أمين الشرادي ارتأى العودة إلى طفولته في دروب الصويرة ليعرض آخر أعماله التشكيلية على هامش مهرجان أندلسيات أطلسية المنظم حاليا بمدينة الصويرة، إذ يعرض لوحاته بقاعة الصويري إلى غاية الـ15 من شهر نونبر 2010