بمبادرة من من مؤسسة "أونا" وبتعاون مع مركز الدراسات الأندلسية، نظم يوم أمس الأربعاء 20أكتوبر2010 بدار الفنون بالرباط ندوة حول موضوع "مساهمة الأندلس في إرساء السلام وحوار الحضارات : تجربة عهد الخلافة" نشطها الأستاذ إبراهيم القادري بودشيش الأستاذ بجامعة مولاي اسماعيل بمكناس، مساء أمس الأربعاء بدار الفنون بالرباط.
وأبرز المحاضر، خلال هذا اللقاء الدور التاريخي للأندلس في تعزيز مناخ السلم داخل الحوض المتوسطي بين مختلف الحضارات والثقافات. وأوضح في هذا السياق كيف استطاعت الأندلس أن تمثل خلال عهد الخلافة "نموذجا للسلام" وجسرا رئيسيا للحوار بين الحضارات، وذلك رغم النزاعات التي شهدتها المنطقة.
وفي معرض حديثه عن السلم الاجتماعي الذي ساد داخل الأندلس، سلط المحاضر الضوء على عهد عبد الرحمان الثالث، الذي تمكن من خلق جو من التسامح والتعايش بين مختلف مكونات المجتمع الأندلسي ومختلف الديانات.
وأضاف أن هذه الحقيقة تحمل دلالات عميقة، وتنطوي على معطيات ترتبط بشكل رئيسي بالسلم الذي ينادي به الإسلام، خصوصا فلسفة السلم في بنية الفكر الإسلامي، والإشعاع الدولي لمدينة قرطبة، وروح الانفتاح التي تميزت بها شخصية عبد الرحمان الثالث.
وأبرز السيد القادري، أن المبادرات العديدة التي اتخذها عبد الرحمان الثالث كانت وراء هذا الواقع المعيش، وهي تؤكد إيمان هذا الخليفة بمزايا تعزيز علاقات الصداقة مع الحضارات الأخرى.
وخلص المحاضر إلى أنه بفضل تكثيف الأنشطة الدبلوماسية والحوار بين الديانات والوساطة في حل النزاعات التي شهدتها هذه المرحلة والمبادلات الثقافية، خصوصا الترجمة، التي تمثل مظهرا للتثاقف والحوار بين الحضارات، نجحت الأندلس في إرساء قواعد سلام مستدام ميز بشكل كبير العصور الوسطى.