افتتحت دار الأسد للثقافة والفنون بدمشق موسمها الجديد بمهرجان "مازالت المرأة تغني" ، والذي تم فيه استحضار أصوات نسائية ظلت حية في ذاكرة الناس كأم كلثوم واسمهان وليلى مراد وسعاد محمد وأخريات وذلك اهتماما بالتراث الموسيقي العربي الكلاسيكي وحماية له من الانقطاع وإبراز دور هاته الأصوات في ذلك. ومن بين الأصوات التي صدحت في دار الأبرا السورية بأغاني كلاسيكية المطربة المغربية كريمة الصقلي.
إذ شدت الفنانة المغربية كريمة الصقلي، مساء أمس الخميس30-9-2010، بأدائها المتميز، وصوتها الجميل، الجمهور في دار الأوبرا السورية بدمشق، الذي تفاعل معها طربا على نحو راق وصفق لها طويلا وبحرارة.
وأبدت المطربة كريمة الصقلي، خلال هذه الأمسية، التي تندرج في إطار حفلات تظاهرة "ما زالت المرأة تغني"، التي تستضيف العديد من الأصوات النسائية العربية ذات الحضور المميز في عالم الطرب العربي الأصيل، براعة استثنائية في الأداء الرصين والمساحات الصوتية، خلال أدائها نماذج من الأغاني المستمدة من التراث العربي.
واستهلت الفنانة المغربية هذه الأمسية الفنية، التي كانت خلالها مصحوبة بأوركسترا "طرب" بقيادة الفنان ماجد ساراي الدين، بأداء موشح "يا ليل طل أو لا تطل .. لابد لي أن أسهرك" من كناش الحايك (المتن للموسيقي الأندلسية المغربية) من ألحان عبد القادر الراشدي، لتتبعه بمجموعة مختارة من الأغاني الطربية من قبيل "القلب ولا العين" لمحمد الشريف و"أنا هويت" لسيد درويش و"أنا والعذاب وهواك" لمحمد عبد الوهاب، و"رق الحبيب" لمحمد القصبجي وأم كلثوم و"القلب ولا العين" لسعاد محمد وأنشودة "ليالي الأنس في فيينا" للراحلة أسمهان.
وقال مصدر إعلامي سوري متتبع للساحة الفنية، عقب هذا الحفل، الذي حضره أيضا عدد من الوزراء السوريين، في مقدمتهم وزير الثقافة وعدد من الفنانين، من بينهم المغربي نعمان لحلو والتونسي لطفي بوشناق، إن الفنانة كريمة الصقلي ذهبت إلى "مساحات صوتية أدهشت بها الحضور عبر تعشيق طربي قارب الحضرة الصوفية منه إلى الغناء الطربي التقليدي نحو مسارات دورانية في تفريد خامة الصوت وانتزاعه من قوالبه القديمة صابةً إياه في الإصغاء المتزن لجوانيات الجملة الطربية مضفيةً نكهة ساحرة على تكوينات الأداء القديم."
وكانت الفنانة كريمة الصقلي قد مثلت المغرب في احتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربية 2008 إلى جانب مجموعة من الأصوات العربية، ولاقى أداؤها الغنائي نجاحا كبيرا وإقبالا منقطع النظير من قبل الجمهور السوري.