في إطار فعاليات المهرجان الوطني العاشر لعبيدات الرما، التي ستحتضنها مدينة خريبكة أيام 23 و 24 و 25 يوليوز الجاري، تعقد اللجنة التنظيمية ورشة خاصة بصناعة "التعريجة الخشبية".
ويؤطر هاته الورشة الصانع التقليدي محمد العلالي الملقب ب " ولد عسو"، وهو ما مواليد مدينة وادي زم ضواحي إقليم خريبكة، حيث يعد أول من مارس هذا الفن الجميل، واحد شيوخ فن عبيدات الرما.
وقد تعلم العلالي حرفة صناعة "التعريجية" التقليدية من احد الشيوخ القدامى ويدعى العربي عكراش، حيث انه بعد أن خبر أصول هاته الحرفة، وتمكنه من الإحاطة بفنونها القديمة التي لا يزال يشتغل بها حتى الآن، انتقل الى ممارسة حرفة تجليد البندير" الدف" والكنبري.
ويعتمد هذا الحرفي في صناعة هذه الآلة الموسيقية القديمة، على خشب شجر العرعار، والليمون و"الكركاع"، حيث يعمل على حفر قالب التعريجية بواسطة آلة حفر حادة الجانبين تسمى" كادومة".
وللحصول على شكل دائري، للتعريجة يستعين ولد عسو بمقص "البراغي"، حيث يبدأ بأسفل "الطعريجة"، مستعملا مبردا حديديا يسمى" اشكرفينة"، حتى يحصل على الشكل المطلوب.
كما يستعين في صناعة التعريجية التي تعد آلة موسيقية رئيسية لعبيدات الرما بمادة الزجاج، والورق المقوى الخشن، وفي الأخير يستعمل جلد الماعز المدبوغ لتغليف قاع "التعريجة"، مستعملا في ذلك مادة صمغ تقليدية، تتكون من المح الأصفر للبيض البلدي، ودقيق القمح الطري المبلل بالماء للصق الجلد، إضافة إلى مادة أخرى للصاق الخشب.
وتعد هذه الورشة، مناسبة حقيقية للجمهور، خلال فعاليات المهرجان، للتعريف بالحرف اليدوية النادرة التي تتميز بها منطقة خريبكة، والتي ساهمت بشكل كبير في الحفاظ على فن عبيدات الرما.