نظمت الجامعة الربيعية الفحص أنجرة يوم السبت15ماي الجاري بأحد فنادق طنجة مائدة مستديرة حول موضوع "الفضاء المتوسطي، رؤى سردية"، والتي عرفت حضور ومشاركة أساتذة وروائيين ونقاد مغاربة وإسبان، وترأس الندوة رشيد أمحجور مندوب وزارة الثقافة بمدينة طنجة.
الدكتورمحمد أنقار تناول في مداخلته الموسومة ب"ألوان البحرالأبيض المتوسط" أعمال روائيين متوسطيين مثل نجيب محفوظ وعبد الرحمان منيف وعبد العزيز جدير، لينتقل إلى تناول الفضاء المتوسطي في روايتيه "المصري" و"باريومالقة" ، أما الدكتور أحمد بن شريف فتحدث في مداخلته عن تجربته الروائية التي تجعل أيضا من حوض البحر الأبيض المتوسط فضاء لها.
الروائي الإسباني المقيم في طنجة خوسي لويس برانكو، اختار أن يتناول في مداخلته رواية "رباعية الإسكندرية" لورانس داريل، التي اعتبرها تكريما لهذا الروائي البريطاني الذي عاش جزءا من حياته بالإسكندرية، وركز المتدخل على شكل الرواية التي تتعدد فيها وجهات النظرمن جزء لآخر مع أن الأحداث و الشخصيات تظل هي نفسها دون تغيير. وكانت مداخلة الباحث والشاعر محمد المسعودي عبارة عن قراءة في رواية "رأس غاماشينو المفقود" للروائي الإيطالي أنطونيوطابوكي، والتي تتخذ من البرتغال المتوسطي فضاء لأحداثها التي رغم أنها غلفت بحبكة بوليسية إلا أنها ذات طابع أنثربولوجي خالص-يقول المسعودي- وتتسم برؤية متوسطية لكاتب متوسطي نحو بلد متوسطي آخر.
الباحث والناقد محمد الزوميج شارك في الندوة بمداخلة تحت عنوان "انكسار الذات في رواية (الطائر الحر) لهشام مشبال" والتي اعتبر فيها فضاء مرتيل الذي تدور فيه أحداث الرواية نموذجا للفضاءات العربية الواقعة على ضفة المتوسط، مؤكدا أن الرواية تتأسس على تيمة الانكساربحيث تخفق كل شخصياتها في تحقيق أحلامها.
بمقابل هذه المداخلات فضل رشيد جباري الحديث عن تجارب سردية عوض رؤى سردية الذي اقترحه المنظمون كتيمة للمائدة المستديرة، مؤكدا على أن تناول هذا الموضوع يلزمه أكثر من ندوة، وطارحا عدة أسئلة حول تيمة السرد بعلاقتها مع الفضاء المتوسطي.
أما الناقد محد الأزرق فشارك في الندوة بمداخلة قارب فيها رواية " الضوء الهارب" لمحمد برادة والتي ركز فيها على حضور فضاء طنجة المتوسطي في هذه الرواية. وختمت مديرة معهد سيرفاتيس بطنجة ماريا فاندو الندوة بكلمة أشارت فيها إلى كونها أيضا تعشق أعمال داريل خصوصا "رباعية الإسكندرية"، متحدثة بحنين عن الماضي المتوسطي الذي افتقدته مؤكدة على أن الحاضر يتميز بانغلاق دول المتوسط على هوياتها الشخصية.