صدر مؤخرا عن دار فضاءات للنشر - بعمان ، الديوان الثاني للشاعر المغربي نزار كربوط " أحمري يبتلعه السّواد " يمتد على مدار 114 صفحة من الحجم المتوسط متضمنا مجموعة من القصائد التي كتبت بين سنتين 2007 و2009، منها ( شمس أيلول – انهيار – رعشات – أحزان تتساقط في داخلي – اترك الأحمر يبتلعه السواد – احكي للجدار....) .
تتيح لنا التجربة الشعرية لنزار كربوط لقاء ومكاشفة مع نص حديث يتاخم حدود المفاجأة الشعرية الجميلة ولعل ما يستوقفنا في قصائده، هو حركة الذات المشغلة اتجاه الأشياء والعالم، حركة مدفوعة بعصف داخلي، يتجسد كبحث شعري ـ عن المفتقد ـ يعيد بناء التشكيل الكائن، أي ذاك التشبث بالحياة بقوة الشعر. و تبدو قصائد المجموعة موغلة في الذات، تكسر دائرتها الوظيفية اليومية بأفعال حياة تقلب ترتيب الأشياء، وتعيد بناءه بنبض داخلي يوحي بإرادة الحياة.
من بين نصوص المجموعة:
بائع الزهور
نَظَرْتُ في وجه الرصيفِ
فوجدت ظلّي مستلقياً على الأرضِ
يمسكُني من قدمي
وفي يده حفنة من الكلماتِ
المبلَّلة بمطر الصباح
يشدُّني نحو الأسفل
يعرقل خطواتي
كأنه يريد أن يقول لي شَيْئاً
تَابعْتُ السير
باتجاه بائع الزهور
بدا لي قلِقًا
قلت له " ما بكَ؟ "
قال لي " تَرَكَني ظلّي وحيدًا ورَحَلْ "
.............
أدركْتُ حينها أنَّ ظلي
سَيَرْحَلُ هو أيضًا