صدر العدد الأول من المجلة السيميائية، مجلة أيقونات. شغلت الأنساق الدالة حيزا محوريا في هذا العدد، حيث تصدرت الأنساق الأيقونية اهتمام المجلة، بمشاركة من الباحثين الطائع الحداوي وعبد المجيد العابد، كما حاول كل من الباحثين محمد القاسمي وعمارة ناصر، إيجاد حيز لمناقشة أبعاد النسق الحجاجي وتقاطعاته مع البلاغة والهيرمونيطيقا، وغير بعيد عن الأطر الإبستيمة للمعرفة السيميائية، انشغل الباحث عبد القادر سلامي بمتابعة هجرات التداول الاصطلاحي، كما حاول الأستاذ بن مسعود محمد العربي تقصي التخوم الفعلية بين السيميائيات والدلاليات. وجاءت مساهمة كل من عبد الواحد لمرابط وفاطمة ديلمي، لتكشف الأولى عن آفاق سيميائيات الثقافة وتقف الثانية عند حدود السيميائيات الأدبية، وقد أتبع الأستاذ عبد الفتاح أحمد يوسف الوجهة نحو سيميائيات الشعر بالبحث عن الأنساق الشعرية في القصيدة العربية. وعن سيميائيات التواصل، حاول إدريس مقبول التنقيب عن أشكال التواصل في المتن النحوي القديم، بينما تبلورت مساهمة عبد الحق بلعابد حول سيميائيات العمران ودلالاته الخلدونية. وقد كان للجهود السيميائية لمدرسة باريس وإسهامات جوزيف كورتاس السردية، اهتمام من الباحث دايري مسكين انصب حول السيميائيات التلفظية، كما حفلت المجلة بترجمة علمية مجتزأة،عن واحد من أهم كتب كورتاس السيميائية، قدمها الأستاذ عبد النبي ذاكر بتصرف.
تفردت المجلة بتسجيل حوار مطول، مع الناقد الجزائري عبد القادر فيدوح، الذي يعد واحدا من رواد المغامرة السيميائية الأولى. كما اشتمل العدد على تغطية مقتضبة حول فعاليات مؤتمر ليبيا الدولي "علوم السيميائيات وتحليل الخطاب"، الذي احتضنته مدينة طرابلس صائفة العام الماضي، بإشراف من مختبر بنغازي للسيميائيات وتحليل الخطاب. الذي يديره الأستاذ محمد عبد الحميد المالكي.
تسعى مجلة "أيقونات"، إلى تأسيس فضاء أمثل للتقارب العلمي في مجال البحث السيميائي، بما يمكنها من تقريب وجهات نظر الباحثين العرب، على اختلاف اهتماماتهم التحليلية والتنظيرية، وترقية لغة الخطاب المتخصص. إن هذا المنبر، يظل في نظرنا نواة لمشروع أكبر، نطمح من خلاله، إلى تنسيق الجهود العلمية لترقية النشاط البحثي السيميائي العربي، وتسديد الخطى نحو مدراج الاجتهاد العلمي المبدع.
للعلم فإن مجلة أيقونات، تصدر عن رابطة البحوث السيميائية "سيما" الجزائر، يرأس تحريرها ويديرها الأستاذ عبد القادر فهيم شيباني.