جاء في بلاغ لوزارة الثقافة المغربية توصلت "طنجة الأدبية" بنسخة منه، أن بنسالم حميش، وزير الثقافة أجاب، خلال جلسة يوم الثلاثاء 19 يناير 2010 بمجلس المستشارين على ثلاث أسئلة شفوية،تهم:
-إنقاذ المآثر التاريخية من التلاشي
-الخصاص على مستوى البنيات السوسيو- ثقافية
-خزانة الاسكوريال
فبخصوص السؤال الأول ،أشار الوزير في رده على هذا السؤال الذي طرحه فريق الأصالة و المعاصرة إلى الآليات التي تعتمدها وزارة الثقافة للعناية بالمآثر التاريخية و هي:
1- الحماية القانونية،
2- الحماية المادية،
3- جرد المعالم التاريخية الموزعة عبر التراب الوطني،
4- عقد اتفاقيات مع الفاعلين والشركاء،
1- الحماية القانونية:
عبر عملية ترتيب وتصنيف عدد مهم من المباني التاريخية و المواقع الأثرية في قائمة التراث الوطني و العالمي.
وفي هذا الصدد تم خلال العشر سنوات الأخيرة ترتيب وتصنيف ما يناهز 263 بناية تاريخية وموقع أركيولوجي تراثا وطنيا و عشرة مدن ومواقع اثرية تراثا عالميا.
2- الحماية المادية :
- عبر ترميم و تهيئة مجموعة من المواقع الأركيولوجية و البنايات التاريخية المتضررة، بعد القيام بالدراسات اللازمة، وذلك من أجل تيسير سبل و آليات الحفاظ على هذه البنايات ورد الاعتبار إليها.
3- جرد المعالم التاريخية الموزعة عبر التراب الوطني:
عبر القيام بمهمات ميدانية لجرد التراث الثقافي الوطني العمل على تدوينه وتوثيقه عن طريق التخزين الرقمي، وقد أسفرت هذه العملية لحد الآن عن جرد 10.000 بناية اثرية وموقع أركيولوجي.
4- عقد اتفاقيات مع الفاعلين والشركاء:
- مع كل الفاعلين والمؤسسات والجماعات المحلية قصد تهيئة هذه المعالم التاريخية وإعادة الاعتبار إليها.
و جوابا عن السؤال الثاني لنفس الفريق، أشار الوزير إلى المجهود الذي تقوم به الوزارة من أجل تعميم دور الثقافة ،التي يبلغ رصيدها المتوفر حاليا 44 دارا للثقافة، تتكامل طبعا مع المؤسسات الثقافية الأخرى من مكتبات ومكتبات متعددة الوسائط ومركبات سوسيو- ثقافية ومسارح ومعاهد الموسيقى وغيرها.
- عملت الوزارة على إنجاز برنامج وطني لإنجاز شبكة من دُور الثقافة موزعة على ثلاثة فئات:
:: الفئة الأولى أنجزت في إطار التعاون مع الاتحاد الأوربي"برنامج ميدا" وشملت إحداث 6 دُور للثقافة بمدن تيزنيت، زاكورة، قلعة مكونة، سيدي رحال، قصبة تادلة، الزمامرة. وقد استكمل إنجازها وتقدم خدماتها للمواطنين.
:: الفئة الثانية مولت في إطار الميزانية العامة للدولة وشملت 4 دُور الثقافة بمدن الحاجب، الحسيمة، فكيك، أزيلال. وقد تم مؤخرا استكمال إنجاز دار الثقافة بفكيك وقبلها دار الثقافة بالحسيمة، حيث حظيتا بتدشين صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله. أما دار الثقافة بالحاجب، فقد تم استكمال انجازها وتوجد دار الثقافة بأزيلال في طور التجهيز.
:: الفئة الثالثة يجري إنجازها بشراكة مع الجماعات المحلية وتبلغ حوالي 20 دارا للثقافة.
أما جواب حميش عن سؤال حول خزانة الاسكوريال الإسبانية والتي تضم كنوزا من المخططات العربية، ونفائس من المخطوطات المغربية ذات القيمة العلمية والفكرية والدينية الأساسية. لعل أهمها الخزانة الزيدانية، نسبة إلى السلطان السعدي المولى زيدان، والتي تمت قرصنتها في عرض البحر منذ قرون خلت كما هو مؤكد وواضح في عدة روايات من القرن السادس عشر. وحول مجهود الوزارة لاستعادة هذه الكنوز ،أشار السيد الوزير إلى اتفاقية التعاون العلمي والتقني التي تم التوقيع عليها، خلال شهر دجنبر 2009، بين المكتبة الوطنية للمملكة المغربية التابعة لوزارة الثقافة المغربية ومكتبة الإسكوريال بمدريد التابعة لمؤسسة التراث الوطني التابعة بدورها لوزارة الثقافة الإسبانية.
- وبموجب هذه الاتفاقية، سيتم تصوير جميع المخطوطات العربية والمغربية الموجودة في الإسكوريال، ومجموعها 327661، وإعداد نسخة منها على الميكرو فيلم تصبح متوفرة للاستعمال العلمي في المكتبة الوطنية، هنا بالـرباط.
- يشمل هذا الاستنساخ مخطوطات المكتبة الزيدانية (من العصر السعدي)،وحتى مخطوطات الخزانة العامة بتطوان التي تم أخذها خلال فترة الحماية الإسبانية بشمال المغرب.
- منذ الآن، لن يحتاج الباحثون المغاربة للانتقال إلى مدريد للاطلاع ولنسخ المخطوطات والوثائق التي تضمها هذه المكتبة.
- مجموع تكاليف هذه العملية الكبرى ستتحملها مؤسسة التراث الوطني الإسبانية.
- يجب الإشارة هنا إلى الجهد البارز الذي قام به السيد عمر عزيمان، سفير صاحب الجلالة بمدريد، الذي يعود له الفضل في متابعة الحوار والتفاوض ، الذي استمر 4 سنوات، مع الجانب الإسباني .