صدر للباحث المغربي المتميز عبد اللطيف محفوظ عن دار الاختلاف بالجزائر،والدار العربية للعلوم بيروت، كتاب "البناء والدلالة في الرواية: مقاربة من منظور سيميائية السرد" ، لينضاف إلى سلسلة مؤلفات سابقة للمؤلف نذكر من بينها": وظيفة الوصف في الرواية" و"أليات إنتاج النص الروائي" و"سيميائيات التظهير"....
ونقرأ على غلاف الكتاب الجديد:
"استطاعت السيميائيات بحكم نضجها مع البنيوية في الستينيات_ وبالضبط مع رجل اسمه غريماس أن توجه الاهتمام نحو أهمية الدلالة وتقعيد القوانين التي تشتعل بها، وبخاصة في مجال السرديات؛ حيث أمدت الكثير من الدارسين بأدوات مبهرة لتحليل النصوص والخطابات سواء أكانت لغوية من قبيل الإبداع أو الكلام العادي أم غير لغوية من صنف طبيعي أو صناعي أو ثقافي. وما كان العالم العربي ليغض الطرف عن تعرف هذه المقاربة، ومحاولة استنباتها في تربته الخاصة نظرا لقوة التفاعل مع ما يحدث في العالم الغربي من منجزات علمية ومعرفية. وفي هذا الإطار كان لا مناص من أن تظهر محاولات لاختبار قدرة السيميائيات على الاستجابة إلى أسئلة الباحث العربي المقلقة التي كان يستولدها بصدد ذاته والواقع. وذلك لأنه كان معنيا من جهة بالتميز الذي يسمح له بتثبيت أناه المغايرة في علاقته بسلطة معرفية استنفذت قدرتها على التأثير في العالم الذي يحيط بها، وكان معنيا من جهة أخرى بحالة العياء التي لحقت بفهم ما يتحكم في استفحال واقع لم تفلح جل الأفكار في النفاذ إلى حقيقته