تم اختيار الممثل والمخرج السلاوي القدير محمد عاطفي (71 سنة) والممثلة المسرحية والتلفزيونية والسينمائية المحبوبة سعاد صابر (68 سنة) لتكريمهما في حفل افتتاح الدورة السابعة لمهرجان واد نون السينمائي بمدينة كلميم ، مساء يوم الخميس 11 يناير الجاري ابتداء من الساعة 17 بمركز الإستقبال والندوات .
وعلمنا من إدارة المهرجان أن الممثل القدير صلاح الدين بنموسى سيلقي شهادة في حق زميلته في المهنة الفنانة سعاد صابر ، في حين سيلقي الأستاذ عبد الرحمان الكرومبي شهادة في حق صديقه المخرج والممثل السينمائي والمسرحي والتلفزيوني محمد عاطفي .
من صدف هذا التكريم أن عاطفي وصابر شاركا معا كممثلين في الفيلم التلفزيوني " حفيد الحاج " (2015) من إخراج رشيد الوالي ، الذي سيكون حاضرا لإلقاء درس حول تجربته الفنية لفائدة شباب المنطقة وضيوف المهرجان ، كما أن المكرمة سعاد سبق لها أن شاركت في بعض أعمال عاطفي التلفزيونية كمخرج ، نذكر من بينها مسلسلي " وفاء " (1989) و" المصابون " (1999) وفيلم " حكاية زروال " (2006) الذي شخص دور البطولة فيه المخرج نفسه ...
فيما يلي ورقة تلقي بعض الأضواء على المسيرة الفنية لمكرم واد نون :
لا يمكن لمتتبعي الدراما التلفزيونية المغربية نسيان المسلسلات والأفلام الكثيرة التي وقعها المخرج القدير محمد عاطفي ، المزداد بمدينة سلا يوم 11 يوليوز 1947 ، وشارك في بعضها أيضا كممثل أو كاتب سيناريو أو مدير إنتاج .
يكفي أن نشير إلى عناوين مسلسلاته الإجتماعية المشهورة ، " سرب الحمام " (15 حلقة) و " ظلال الماضي " (8 ح) و " الوصية " (8 ح) و " المصابون " (10 ح) و " الطريدة " (4 ح) و " من الحياة صورة " (7 ح) و " إنسان في الميزان " (9 ح) و " راضية " (9 ح) والجزء الأول من " الأبرياء " (26 ح) ، لندرك حجم الجهد الذي بذله في إنجازها لفائدة القناتين الأولى والثانية ، رغم ظروف إنتاجها الصعبة أحيانا ، ونقف على الفرص الكثيرة التي أتاحها لممثلين شباب كانوا في بداياتهم الأولى وأصبحوا الآن نجوما في السينما والتلفزيون والمسرح ببلادنا .
فمن هذه المسلسلات ، التي تناولت العديد من المظاهر والقضايا الإجتماعية في قالب فني جد مقبول وتجاوبت معها بالمتابعة المكثفة شرائح اجتماعية عديدة ، ومن أفلامه " حلم وتوبة " و " غريب في الحي " و" حكاية زروال " و " بطاقة " و " حصاد الخطيئة " و " الحل بيديك " و " ذات مساء " و " الوقاية أساس " ، ومن سكيتشاته (عددها 30) وكليباته (عددها 45) وغيرها من الأعمال ، تخرجت أجيال من الممثلين والممثلات كرشيد الوالي وهدى الريحاني وفاطمة خير وعبد الكبير الركاكنة والقائمة طويلة ...
فمحمد عاطفي ، الذي مارس التشخيص كهواية منذ طفولته واستفاد من العديد من التداريب داخل الوطن وخارجه ، ثم زاوج بين التشخيص في أعماله وأعمال غيره وبين الإخراج التلفزيوني بشكل خاص ، تعلم الشيء الكثير بالممارسة والمشاهدة والإطلاع على أدبيات الفنون والعلوم ، وساعدته مهنة التدريس التي مارسها في فترة من حياته في إدارته للممثلين والإنفتاح على آراء وملاحظات واقتراحات العاملين معه في مختلف أعماله الفنية .
شارك محمد عاطفي كممثل في أعمال مسرحية وسينمائية وتلفزيونية مغربية وعربية وأجنبية عدة ، و أخرج خمسة أفلام قصيرة ومتوسطة الطول لفائدة المنظمة الإفريقية لمحاربة السيدا ، كما أخرج ملحمة مسرحية وطنية بعنوان " ربيع مملكة " شارك فيها مطربون (محمود الإدريسي ، فؤاد الزبادي ، محمد الغاوي ، أمل عبد القادر ، محمد العنبري ، حاتم إدار ...) وملحنون (شكيب العاصمي ، عز الدين منتصر ، عزيز حسني ..) وممثلون ( فاطمة بوجو ، سعيد عاطفي ..) قدمت بمسرح محمد الخامس .
وقبل امتهانه الإخراج والتشخيص بشكل رسمي ، استغل محمد عاطفي ، معلم اللغة العربية لفائدة أبناء جاليتنا المقيمة بفرنسا ، تواجده بالديار الفرنسية من 1975 إلى 1982 ضمن بعثة ثقافية مغربية ، للنهل من معين الثقافة المسرحية عمليا ونظريا والحصول من معهد الموسيقى والمسرح بمدينة آميان على شواهد في المسرحين الكلاسيكي والعصري وفي فن الإلقاء والقراءة المباشرة ، كما حصل على شهادة تدريب في الإخراج التلفزيوني والسينمائي من مؤسسة الإذاعة والتلفزة الفرنسية .
ولعل هذا التكوين الفني المتنوع هو الذي أهله للإشتغال بفرنسا كممثل مسرحي محترف ومساعد مخرج لمدة خمس سنوات . وبعد عودته إلى أرض الوطن شارك كممثل في العديد من المسرحيات صحبة الفرقة الوطنية للمسرح ، كما كتب نصوص مجموعة من الأعمال الدرامية تم بثها بالإذاعة والتلفزة المغربية منها : " الحجرة رقم 47 " ، " حصاد الخطيئة " ، " من وراء النافذة " ، " وحيد " ، " البركة في العكاز " ، " اللي ليها ليها " ، " زايد ناقص " ، " وعاد الأمل " ، " الوصية " ، " حلم وتوبة " ، " مبارك ومسعود " ، " الشبكة " ، المسلسل الإذاعي " كمل من عقلك " (29 حلقة) ... وأخرج بعض البرامج التلفزيونية ، من بينها " ليالي زمان " (40 ح) و " جسور " (25 ح) ، وأكثر من 25 سهرة عمومية و ما يفوق 75 أغنية صورت باستوديو التلمساني بالقناة الأولى ...
أول وقوف لمحمد عاطفي كممثل أمام كاميرا السينما كان في الفيلم الروائي الطويل الأول لقيدوم السينمائيين المغاربة لطيف لحلو " شمس الربيع " (1969) إلى جانب حميدو ومحمد الكغاط وعائد موهوب رحمهم الله ، وبعد هذا الفيلم جاءت مشاركات أخرى في أفلام مغربية وفرنسية وأمريكية وإيطالية وألمانية وغيرها نذكر منها على سبيل المثال " ريح التوسانت " (1989) للمخرج الفرنسي جيل بيهات و " طبول النار " أو " معركة الملوك الثلاثة " أو " فرسان المجد " (1993) لسهيل بنبركة و " فيها الملح والسكر وما بغاتش تموت " (2000) لحكيم نوري و " منى صابر " (2001) لعبد الحي العراقي و " جنة الفقراء " (2002) لإيمان المصباحي و " ريح البحر " (2007) لعبد الحي العراقي و " القدس باب المغاربة " (2010) للراحل عبد الله المصباحي ...