انطلقت الليلة الماضية(الأربعاء) فعاليات الدورة التاسعة للمهرجان الدولي للفيلم الوثائقي بخريبكة، وذلك في أجواء احتفالية جميلة، تجعل من السينما الوثائقية المتعة البصرية والفرجة الإبداعية التي تكرس قيم الحلم والهوية والتاريخ والاختلاف والذاكرة التي توثق للأجيال المقبلة.
وأكد رئيس المهرجان الحبيب ناصري في كلمة له على أهمية هذه التظاهرة السينمائية التي اعتبرها حلما بسيطا تتفاعل مع فعاليات المجتمع المدني بحثا عن أفاق رحبة محبة للسلام والتواصل ونبذ العنف والكراهية ونشر حلاوة الثقافة وسحر الحياة، مسلطا الضوء على فقرات الدورة، كشكل من أشكال نشر الثقافة السينمائية وتفعيل الدبلوماسية الثقافية ومثنيا على الداعمين الذين امنوا بان الثقافة والسينما فرصة مواتية لتعزيز مزيد من الاشعاع والتنمية.
كما تم بالمناسبة التي شهدت تقديم لوحات تراثية أدتها فقرة عبيدات الرما الزلاقة، تكريم المخرج والمنتج والإعلامي مدير الإنتاج بالشركة الوطنية للإذاعة والتفزة المغربية إدريس الإدريسي، فضلا عن تقديم المشاركين، ولجنتي تحكيم المسابقة الرسمية ولجنة تحكيم أفلام الهواة والنقد والتي تترأسها الشاعرة والسينمائية المديرة الإقليمية للثقافة خديجة برعو.
وفي كلمة له دعا المحتفى به ادريس الإدريسي الذي يزور خريبكة لأول مرة الى الاهتمام بالسينما، وبباقي القاعات السينمائية الوطنية التي اصبحت في تناقص وتتحول الى عمارات ومحلات تجارية، مؤكدا ان السينما تمكن الجيل والأجيال من معرفة تاريخها وربط الماضي بالحاضر وخذمة قضايا الثقافة والفنون ومصحلة الجميع.
ويشارك في المسابقة الرسمية لهذه الدورة التي تستمر حتى السبت المقبل تسعة افلام من داخل وخارج المغرب، وهي "معجزات قسم" للبنى اليونسي من المغرب، وفيلم" لا تفقد الشمال" لانطوان شيسني من فرنسا/ مالي، و"حزب حلم الإسكان" للمخرج البلجيكي بتر سنوداون، و"طائر الشمس" لعائد نبعة من فلسطين، فضلا عن فيلم "شيماء" للمخرج المصري عبد الفتاح فرج عبد الفتاح ، و"إسلام كذاكرة" لبنديك باغنو من فرنسا، و"أنا هنا" لفرح عيادة من الجزائر، و"وراء الموجة" للتونسي فتحي السعيدي، و"إيقاعات خوف" لحسام وهبة من فلسطين قطر ومالي. وستتنافس هذه الأفلام، على الجائزة الكبرى، وجائزة لجنة التحكيم، وجائزة الإخراج. التي تمنحها لجنة تحكيم دولية يرأسها المخرج والمنتج المغربي إدريس الادريسي، وتضم اللجنة الفنان التشكيلي الرائد الصديق راشدي اليعقوبي من المغرب ، والباحث الأكاديمي بجامعة السوربون بباريس فرانسوا جوست من فرنسا، ثم الأكاديمي والباحث بكلية الآداب بمنوبة التونسية أحمد القاسمي، والمنتج والمخرج رمضان الفيومي من الأردن. اما افلام الهواة فهي "اوصيكا رهانات فوسفاط آخر" لمصطفى الزواوي، و"قراصنة المتعة لجبير مجاهد"، و"الفلاحة المستدامة" لسلوى لحمامي، إضافة إلى"المتخوفون" رضا عماني، وتتانفس على جائزة المجمع الشريف للفوسفاط، والتي يطلق عليها اسم (خطوات نحو الإبداع)، وجائزة أحسن مخرج هاو، وهي عبارة عن منحة تكوينية عينية يمنحها وللمرة الرابعة مركز الجزيرة للتدريب والتطوير بقطر، فضلا عن جائزة النقد.
يشار ان الدورة التي ستعرف تكريم الدكتور والأكاديمي المغربي محمد الرافة البكري، وهي مدعمة بشكل رئيسي من المجمع الشريف للفوسفاط وجهة بني ملال خنيفرة، والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية بخريبكة والمركز السينمائي المغربي والجماعة الحضرية، تشهد ايضا تنظيم ندوة فكرية حول الصورة والمدرسة، اضافة الى انشطة موازية من ورشات وتوقيع اصدارات، وانشطة بالجهة.