تنطلق يوم 13 دجنبر الجاري بالقاعات السينمائية الوطنية العروض التجارية للفيلم المغربي الجديد " لحنش " من إخراج إدريس المريني . وقد شهدت القاعة الكبرى لمركب " ميغاراما " السينمائي بالدار البيضاء ، ليلة الأربعاء 6 دجنبر الجاري ، تنظيم العرض الإفتتاحي لهذا الفيلم الجميل بحضور مخرجه وعدد كبير من عناصر طاقميه التقني والفني .
غصت هذه القاعة الجميلة بجمهور غفير من مختلف الأعمار ، من ضمنه ممثلون وممثلات ومخرجون ومخرجات وصحافيون وصحافيات من مختلف المنابر الإعلامية السمعية والبصرية والورقية والإلكترونية ومثقفون وتقنيون وفنانون وغيرهم ، ونشط هذا العرض الإفتتاحي المخرج والناقد السينمائي ومعد برنامج " شاشات " التلفزيوني بقناتنا الأولى عبد الإله الجوهري .
وفي سابقة محمودة نجحت موزعة الفيلم ، المخرجة إيمان المصباحي ، في تنظيم عروض افتتاحية أخرى موازية ، في نفس اليوم والتوقيت ، لهذا الفيلم الكوميدي ، بكل من ميغاراما فاس ومراكش وطنجة .
تمكن ممثلو وممثلات الفيلم من شد انتباه الجمهور من البداية إلى النهاية بأدائهم الجيد ، وفي هذا المستوى يمكن القول أن مخرج الفيلم توفق إلى حد كبير في اختيار الكاستينغ وفي إدارة الممثلين ، حيث شاهدنا بطلي الفيلم عزيز داداس (لحنش) ومجدولين الإدريسي (لحنشة) في دورين مختلفين وأكثر اتزانا بالمقارنة مع أدوارهما في أعمال سابقة . كما اقتنعنا بالأداء التلقائي لباقي الممثلين والممثلات كعبد الرحيم الصمدي وفضيلة بنموسى ويونس بنزاكور وعبد الغني الصناك وزهور السليماني وبونعيلات ومالزي ...
أما مدير التصوير الفرنسي كزافيي كاسترو ، زوج الممثلة مجدولين الإدريسي ، فقد أمتعنا بلقطات لا تخلو من جمال ، بعضها أظهرت جوانب من فضاءات مدينتي الرباط وسلا وما جاورهما في حلة تليق بها وبما تزخر به من معالم سياحية ، خصوصا اللقطات المصورة من الأعلى بالطائرة ولقطات النهاية المأخودة بصومعة حسان والأعمدة المحيطة بها .
ومما زاد في شد المتلقي إلى متابعة أحداث الفيلم ، التي صاغها السيناريست عبد الإله الحمدوشي في قالب تتداخل فيه خيوط رومانسية بخيوط تراجيدية لا تخلو من مسحة كوميدية متزنة ، المقاطع الموسيقية المعبرة التي وضعها المبدع عادل عيسى ، والتي شكلت إضافة نوعية نقل من خلالها المخرج بعض الأحاسيس الداخلية لشخوص فيلمه وصاحب بها إيقاعات حركتهم في الفضاءات الخارجية بشكل خاص .
من خلال قصة بطل الفيلم (عزيز دادس) ، الشاب العاطل المنتحل لصفة شرطي من أجل الإنتقام لماضي القهر الذي عاشته أمه (فضيلة بنموسى) في طفولته بعد وفاة والده وما عانته بشكل خاص من تعسف مصدره بعض رجال السلطة ، ومن خلال ما يمارسه من ابتزاز ونصب على ضحاياه ، إلى حين انتباه مصالح الأمن إلى أفعاله المشينة وتكليف شرطية جميلة (مجدولين الإدريسي) بمراقبته والإيقاع به ، سلط مخرج الفيلم وكاتبه بعض الأضواء على بؤر الفساد داخل السجن وفي صفوف الشرطة ، كما أشاد بالدور الذي أصبحت تقوم به المرأة المغربية إلى جانب شقيقها الرجل داخل مؤسسة " الأمن الوطني " العتيدة .
يتميز الحوار ، بشكل عام ، في فيلم " لحنش " بخلوه من العبارات والكلمات البذيئة والسوقية ، التي عودتنا عليها بعض الأفلام المغربية الأخرى ، الشيء الذي سيساهم لا محالة في الإقبال عليه بكثافة من طرف الأسر المغربية ، وفي دخوله في مرحلة لاحقة إلى بيوت المغاربة عبر شاشة التلفزيون ، الذي ساهم في إنتاجه إلى جانب صندوق دعم الإنتاج السينمائي الوطني (التسبيق على المداخيل) ومؤسسات أخرى .
تجدر الإشارة في الأخير إلى أن المخرج إدريس المريني ، الذي واكبنا أعماله السينمائية والتلفزيونية منذ انطلاقته الأولى ، يتطور من فيلم سينمائي إلى آخر وينوع في المواضيع التي يشتغل عليها . فبعد " بامو " (1983) ، عن مقاومة المستعمر الفرنسي ، و" العربي " (2010) ، عن حياة ومنجزات أيقونة كرة القدم المغربية الحاج العربي بنمبارك ، و" عايدة " (2014) ، الذي لقي استحسانا ملحوظا لدى النقاد والجمهور الواسع وحصد مجموعة من الجوائز هنا وهناك ، جاء " لحنش " (2017) بطابعه الكوميدي ليؤكد أن مخرجه متمكن