انطلقت مساء أمس فعاليات الدورة الثالثة عشرة من مهرجان طنجة الدولي للفنون المشهدية، بالجامعة الأمريكية نيو إنجلند بطنجة بحضور باحثين وفنانين مسرحيين من محتلف البلدان المغاربية، العربية والأوروبية.
وقد عرف افتتاح هذه الدورة التي ستُناقش موضوع "الأشكال المسرحية المهاجرة" على مدى أربعة أيام، (ابتداء من صبيحة هذا اليوم) تكريم شخصيتين اثنتين؛ ويتعلق الأمر بكل من الباحثة الألمانية كريستل فايلر والمسرحي المغربي محمد بهجاجي.
وخلال تقديمه للشخصية المكرمة الأولى، قال مدير الدورة 13 للمهرجان المبدع محمد قاوتي، أن تكريم الباحثة الألمانية كريستل فايلر في هذه الدورة يأتي لاعتبارين أساسين: الأول؛ هو أنها ومنذ مشاركتها في فعاليات الندوة العلمية لطنجة المشهدية سنة 2009، وهي حريصة على مواكبة النقاشات التي يطرحها المركز الدولي لدراسات الفرجة بمعية شركائه العلميين. والاعتبار الثاني، لارتباط اسمها بالتحدي من داخل فن المسرح بوصفه تحفيزا للذات على تجاوز ما هو ثابت فيها، حيث وصل تأثيرها في كل من يتلقى خطابها الواعي عنه إلى مداه الأقصى وهو يشاركها إقامتها الدقيقة في عروضه على الخشبة؛ لأن حديثها عنه عن بلاغة تفاصيله يشبه حديثا عن الأغوار لما تتمتع به من عمق في الرؤيا والانسلال إلى خفايا العرض وبواطنه. وقد يشعر المرء- في بداية حديثها- بحالة من الدهشة وهو يصغي إليها؛ لأنها تلتقط بذكاء نقدي يمكن أن تتحول معه الانطباعات إلى أثر جميل في المتلقي، ولاسيما مع حفرياتها المخصوصة التي تجعل هذا الملتقي مشدوها أمام نفسه عندما يعجز عن استيعاب تلك الانطباعات.
وقد أشار في معرض حديثه عن المحتفى بها إلى أنها عملت بشكل فعال في تأسيس قسم المسرح بجامعة برلين الحرة، حيث شاركت في صياغة أسئلة البدايات عن طريق حوارات بناءة ومثمرة، ليس مع زملائها وطلابها فقط، وإنما أيضا مع الفنانين، والمخرجين، والسينمائيين، والممثلين..
أما بالنسبة لمحمد بهجاجي، فقد جاء تكريمه أيضا لاعتبارين أساسين؛ أولهما، أنه من أصدقاء المهرجان الأوفياء الذين ساهموا في إنجاح عدد من المحطات التي لا يمكن نسيانها من تاريخ طنجة المشهدية، خاصة خلال تكريم المسرحية الرائد ثريا جبران، والمسرحي والممثل السينمائي الكبير محمد مفتاح.. وثانيهما، لكونه واحد من الأسماء التي ساهمت في إثراء المشهد المسرحي تأليفا، تدبيرا وتأطيرا. حقق زخما إبداعيا وازنا في الكتابة للمسرح تأليفا واقتباسا، إضافة إلى مسار طويل في الكتابة النقدية التي
تميزت طوال هذه الفترة بعمقها ورزانتها. وبالإضافة إلى ذلك، مكنه عمله في حقلي الإعلام والثقافة، من محاورة وجوه فكرية وسياسية متعددة، ومن تسجيل مذكرات مفكرين وفنانين، ومن حضور ومتابعة مجموعة من التظاهرات الوطنية والعربية والدولية.