رشيد عبد الكبير فاعل جمعوي وثقافي وحقوقي ونقابي، انخرط مبكرا في العمل الثقافي الجمعوي بدار الشباب وبثانوية أكنسوس بالصويرة ، مسقط رأسه يوم 21 يونيو 1959 ، وترأس جمعية نظمت أنشطة ثقافية وفنية وناضل من أجل تحسين شروط إقامة تلاميذ الداخلية عندما كان يتابع دراسته بثانوية الحسن الثاني بآسفي . وبعد حصوله على شهادة الباكالويا في العلوم الرياضية سنة 1977 قضى موسما جامعيا بكلية العلوم بالرباط وانخرط في النادي السينمائي التابع للمدرسة المحمدية للمهندسين ، وذلك قبل أن يجتاز مباراة القبول بالمعهد العالي للإحصاء والإقتصاد التطبيقي ، الذي ساهم داخله (1978 – 1981) في تأسيس وتسيير نادي سينمائي كان يبرمج عروضا تتلوها مناقشة لأفلام عربية ودولية تتم استعارتها من المراكز الثقافية المتواجدة بالرباط ، كما كان نشيطا في الإتحاد الوطني لطلبة المغرب .
بعد تخرجه من معهد الإحصاء سنة 1981 اشتغل مهندسا للمعلوميات بوزارة التجهيز ، وانخرط في الجمعية المغربية لحقوق الإنسان وشارك مع مجموعة من رفاقه في تأسيس نادي الثقافة السينمائية بالرباط . كما ساهم في تأسيس النقابة الوطنية للتجهيز (الكونفدرالية الديموقراطية للشغل) وتحمل مسؤولية التسيير داخل مكتبها الوطني ، وترأس فرع الأعمال الإجتماعية بإدارة هندسة المياه إلى حدود مغادرته الطوعية للإدارة العمومية سنة 2005 .
تابع خلال مساره المهني تكوينات في مجال التدبير والافتحاص ، الشيء الذي مكنه حاليا من الإشتغال بالقطاع الخاص كخبير في مجالات تخصصه .
ساهم رشيد عبد الكبير بشكل فعال ، إلى جانب العديد من المناضلين داخل حركة الأندية السينمائية ، في إعطاء نفس وانطلاقة جديدين للجامعة الوطنية للأندية السينمائية وفي تعديل وصياغة وتقعيد القوانين خدمة للديموقراطية الداخلية وفي صياغة التوجه الثقافي للإطار بالجمع العام الاستثنائي بتطوان (شتنبر 1992 ) حيث انتخب أمينا للمال (1992 – 1994) ، ثم رئيسا لجواسم (1994 – 1996) ، إلا أنه قدم استقالته لأسباب شخصية قبل انصرام المدة القانونية . ورغم قصر المدة التي قضاها بالمكتب الجامعي ، فقد قدم خدمات جليلة وعرف بصرامته ونزاهته والتزامه وبتضحياته العديدة ، وكان من بين المساهمين في الدورة التأسيسية للجامعة الصيفية السينمائية بتازة سنة 1993 إبان ترأس الناقد السينمائي عبد السلام بوخزار لجامعتنا وفي الدورة الثانية للجامعة الصيفية للسينما والسمعي البصري سنة 1995 بالرباط إبان رئاسته لها ، حيث ساهم في ضمان استمرارية النشرة الداخلية " جواسم " وفي ظهورها بحلة جديدة .
إن تكريم الأخ رشيد في افتتاح الدورة التاسعة للجامعة الصيفية للسينما هو بمثابة تكريم لجيل من المثقفين والفاعلين الجمعويين الذين تطوعوا وناضلوا في محطات من تاريخ الجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب لتستمر منارة لإشاعة الثقافة السينمائية بوطننا العزيز.
فتحية حب وتقدير له ولكل من ناضل ولا زال يناضل عن قناعة من أجل ترسيخ ثقافة السينما بين الشباب ومن أجل غد سينمائي أفضل .
أحمد سيجلماسي