ضمن أنشطته الرمضانية المكثفة ، وبتنسيق مع الجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب واتحاد المؤلفين والمخرجين المغاربة ، يستضيف النادي السينمائي ببنسليمان ، يوم السبت 17 يونيو الجاري ابتداء من العاشرة والنصف ليلا ، المخرج عبد الإله الجوهري وفيلمه الوثائقي الطويل " رجاء بنت الملاح " بالقاعة الكبرى لدار الثقافة .
يتضمن برنامج هذا السمر السينمائي ، المفتوح في وجه العموم ، تقديما للمخرج وفيلمه ، ثم عرضا للفيلم متبوعا بمناقشته مع مبدعه .
عن فيلمه الحائز على العديد من الجوائز داخل المغرب وخارجه والذي صور على مدى سنوات ، صرح المخرج عبد الإله الجوهري ، في حوار منشور بجريدة " القدس العربي " بتاريخ 13 غشت 2016 ، للصحافية والأديبة المغربية ليلى بارع بما يلي :
.. " رجاء بنت الملاح " هو اشتغال على واقع حقيقي، لفتاة مغربية وجدت نفسها صدفة نجمة، وكانت تعتقد أن هذه النجومية وبريق الأضواء سينيران طريقها إلى ما لا نهاية، لكن بعد أقل من نصف سنة وجدت نفسها مشردة في الشارع تمتهن مهنا وضيعة .
كانت هذه الفتاة هي المغربية والعربية والإفريقية الوحيدة التي حصلت على جائزة أحسن ممثلة في مهرجان البندقية السينمائي سنة 2003، كما حصلت على نفس الجائزة أيضا وفي نفس السنة بمهرجان مراكش الدولي للفيلم …فهذا اشتغال على واقع مغربي حقيقي بآلامه وأحلامه وإحباطاته..
وعن كيف جاءته فكرة هذا الفيلم ، الذي صور على مدى سنوات عدة ، أضاف الجوهري في نفس الحوار ما يلي :
حضرت مهرجان مراكش سنة 2003 وشاهدت تكريم فتاة مغربية صغيرة السن في المهرجان كأحسن ممثلة، وكنت كالجميع أعتقد أن أبواب الشهرة ستفتح أمامها للإشتغال داخل وخارج المغرب، لكن بعد مرور ثلاث سنوات، وصدفة، وأنا في مدينة مراكش، التقيت الفتاة نفسها وهي تبيع السجائر بالتقسيط فأثارني هذا الواقع وفتحت معها نقاشا، جلسنا في مقهى، وحكت لي حياتها ومعاناتها، فقررت حينها كتابة سيناريو حول مسارها، وعدت إلى ما كتب عنها في الصحافة الوطنية والدولية وبعض الفيديوهات، التي نشرت حولها، وعدت لمقابلتها بعد ستة أشهر، وبدأنا مرحلة التصوير في منتصف 2006.
ما كان يهمني حينها هو تطور حياة هذه الفتاة، للأسوأ أو للأحسن، وعلى مدى عشر سنوات، كنت أذهب لمراكش وأصور معها، وألاحظ التحول الحاصل في حياتها وفي المظهر الخارجي، واكتشفت أن التحول يسير من سيء لأسوأ، صحيا ونفسيا واجتماعيا.
الكثيرون ممن شاهدوا الفيلم تفاجؤوا، لأن اللقطات الأولى تُظهر فتاة صغيرة في الواحد والعشرين من عمرها ، تتحول من فتاة إلى امرأة سمينة بملامح مغايرة..
أعتقد أن هذا هو الضروري ، في الإشتغال في عمل وثائقي ، لا نلتقط اللحظة فقط بل نواكب تطورها عبر الزمن والمكان.
أحمد سيجلماسي