قال كتاب وأكاديميون مغاربة امس الخميس إن المرأة المغربية استطاعت تقويض أسس المجتمع الذكوري؛ من خلال دخولها مجال الابداع في المسرح؛ وريادتها فيه بعدما استطاعت تجاوز كل الطابوهات التي يقدسها المجتمع العربي الاسلامي.
جاء ذلك خلال ندوة "المرأة في المسرح المغربي" بالمركز الثقافي بالقنيطرة (شمال).
وقالت الكاتبة حليمة بوخاري إن المرأة المغربية واجهت قيم المجتمع الذكوري في مجالات الابداع المختلفة لبلورة خطابات ومواقف مُنتقدة لهذه القيم للتخلص من سلطة الرجل.
واعتبرت الكاتبة الاكاديمية أن إهتمامها بالمرأة المبدعة جاء لرد الجميل للمرأة المغربية، بالنظر إلى أنها خاضت غمار العمل المسرحي تأليفا وكتابة وممارسة التمثيل، ولم يتم إنصافها ورد الاعتبار لمؤهلاتها الخلاقة.
وأوضحت أن المرأة المغربية استطاعت ولوج المسرح المغربي بعدما استطاعت التغلب على العراقيل المتمثلة في الطابوهات التي يقدسها المجتمع العربي الاسلامي.
وأشارت أن قصة" شهر زاد" تعكس صورة المرأة في أبهى تجلياتها وأبعادها السياسية بالاستناد على الثراث الشعبي.
وأضافت الباحثة المغربية في مقاربة النوع أن المرأة المغربية شكلت على الدوام مرجعية مُلهمة في متخيل لكتاب المسرحيين المغاربة كعبد الكريم برشيد ومحمد مسكين ومحمد تيمد والمسكيني الصغير ومحمد الكغاط
وأبرزت أن الحديث عن المرأة المسرحية المبدعة يشكل قضية جوهرية ضمن التحولات الثقافية والسياسية والاجتماعية التي يعيش على إيقاعها المجتمع المغربي المتطلع إلى أن يأخذ موقعه ضمن المجتمعات الحداثية حيث تحتل فيه المرأة مكانة مرموقة ومميزة لتحظى بكل حقوقها المشروعة.
كما لم تفوت بوخاري الفرصة دون الاشادة بالفنانات المسرحيات المغربيات وذكرت منهن ثريا حسن وامينة رشيد وحبيبة الذكوري وفاطمة بنمزيان وثريا جبران واخريات
وصدر لحليمة بوخاري كتاب حول المرأة في المسرح المغربي سنة 2016عن المركز الدولي لدرسات الفرجة قالت إنه " يُعد بمثابة مقاربة ذاتية لباحثة عاشقة للمسرح المغربي وقارئة لنصوصه ومتتبعة لتجاربه وممارساته ومختلف أجياله لموضوع المرأة الذي أعتبر نفسي جزءا منه؛ أي ذاتا وموضوعا في آن واحد"
من جانبه، قال الدكتور خالد الهاشمي إن المرأة المغربية تمكنت من تجاوز النظرة التبخيسية التي كانت تصف الجسد الأنثوي بكونه خطر على المجتمع برمته.
وأضاف أن ممارسة المرأة المغربية للفعل المسرحي ألهمها القدرة في تجاوزالنزعة الذكورية التي هيمنت ردحا طويلا من الزمن على مجالات الابداع في شتى الاجناس الأدبية.
وأبرز الهاشمي في معرض حديثه أن عصر النهضة الاوروبي يؤرخ للتغيرات التي طرأت على تعاطي المرأة للعمل المسرحي من فوق الركح.
وأشار إلى أن القصة المشهورة ل"شهر زاد" التي قامت ببتر العضو الذكري "لشهر يار" تؤشر على تحول علاقة الرجل بالمرأة إلى علاقة مُواجهة بعدما كانت في السابق مطبوعة بالاستسلام والاذعان إلى سلطة الرجل.
وذهب الباحث في مجال المسرح إلى وصف مسرحية "اسمع يا عبد السميع" للمسرحي المغربي عبد الكريم برشيد أنها تمثل المعادلة اللامتكافئة بين الجنسين حيث تهيمن العقلية الذكورية على كل تفاصيل الحياة.
واعتبر أن المرأة المسرحية مُعلمة رائدة ومؤثرة في الطفولة كما أنها موجهة للكهولة.
وأضاف أن اقتحام المرأة المغربية لخشبة المسرح وإبداعها فيه فرضت على الرجل النظر إليها "كذات ثقافية وليس كجسد يتلاشى" كما ترمز إليه مسرحية "لالة شامة".
وأكد أن المرأة أزاحت عنها الصورة الشهوانية بدخولها عالم المسرح؛ وتحولها إلى موضوع ثقافي وخلفية إيديولوجية.
وقال الهاشمي إن المرأة المغربية نجحت كذات مسرحية بحسها النقدي وروحها النضالية التي قاومت العقلية الذكورية للمجتمع بهدف الانعتاق من ربقة التقاليد والعادات المحافظة.
ولفت أن المرأة في المسرح العربي كان حضورها باهتا وغائبا بالمقارنة مع الرجل.
وأشاد الهاشمي بعمل المبدعات المغربيات في مجال المسرح من بينهم ثريا حسن وامينة رشيد وفاطمة بنمزيان وثريا جبران ونعيمة الياس
وفي الأخير قال الشاعر والاعلامي محمد إلهمو إن كتاب المرأة في المسرح المغربي لحليمة بوخاري ساهم في إغناء المكتبة المغربية التي تعرف فراغا في مجال الابداع ذو العلاقة بالمرأة"