ضمن الموسم الثاني لبرنامج توطين فرقة مسرح أرلكان بالمركب الثقافي بني ملال، قدم المسرحي الدكتور ابراهيم الهنائيالحلقة الرابعة من سلسلة "تجارب مسرحية عالمية"، والتي خصصت لأحد أهم التجارب المسرحية الرائدة والمؤثرة في المشهد المسرحي العربي والعالمي. الورشة النظرية والعملية خصصت لتجربة المسرح المضطهد مع المسرحي البرازيلي المجدد أوكستو بوال، ضمن أمسية الجمعة الماضية بقاعة العروض التابعة لدار الثقافة بني ملال.
واستطاع المسرحي ابراهيم الهنائي أن يقدم الأسس النظرية "لفلسفة" اوغستو بول المسرحية، وتناوله المسرحي. مسرح المضطهدين، أحد التجارب الحديثة والتي حدد سماتها الجمالية الكبرى، المسرحي البرازيلي الكبير أوغيستو بول. اتجاه حاول كشف الجوهر الاجتماعي الجمالي الإبداعي الذي يظهر بصورة جديدة وغير مألوفة وعلاقة جديدة تماما بين الجمهور، وبين العرض المسرحي.كان أوغستو بوال يرى في أشكال الفصل المسرحي التي يتأسس عليها الفضاء الجمالي والابداعي للمسرحية التقليدية أكثر من مجرد تقسيم مكاني شكلي، بل هو عزل للناس عن دائرة الفعل، وعن ممارسة (التغيير)، أي بتحويل المتفرج لمتلقي دون اعطائه فرصة ممارسة التأثير المباشر على موضوع العرض المسرحي. يصنف الدارسون تجربة بوال ضمن مسرح ما بعد الكولونيالية والذي يحمل على تأثيرات الإمبريالية على النشاط الثقافي والفكري في بلدان ما بعد الاستعمار. مسرح المقهورين هي فكرة مسرح متصل بكل الناس المقهورين الذين أجبروا على أن يكونوا طائعين، دون أن يعطوا الفرصة لأن نسمع أصواتهم.
وتندرج سلسلة "تجارب مسرحية عالمية" ضمن فقرة البرنامج الفني والثقافي والتنشيطي لفرقة مسرح أرلكانسعيا لترسيخ الثقافة المسرحية بالمنطقة، وتنمية للمهارات وصقلها والدفع بها الى مرحلة الإبداع. وذلك ضمن فعاليات الموسم الثاني لتوطين مسرح أرلكان، والذي يحظى بدعم من وزارة الثقافة، ويعرف تقديم برنامج فني غني يتميز بمراعاته ل"ثقافة القرب"، عبر تقديم عروض مسرحية (مسرحية العشق الكادي) بجهة بني ملال خنيفرة، وتنظيم وتأطير لقاءات فنية وورشات تكوينية واحتفالات بتجارب مسرحية وطنية وعالمية وفق برنامج محكم، غني ومتنوع يؤطره فنانون وأساتذة جامعيون وأساتذة التعليم الفني، وذلك من أجل ترسيخ ثقافة مسرحية وتنمية القدرات الفنية وتنشيط الفضاءات العمومية، مع تبني استراتيجية محكمة تروم المساهمة الفعلية والفعالة في النهوض بالحركة المسرحية والفنية بالمدينة والجهة.