بعد ثمان دورات نظمت بالعالم القروي بالعونات في شروط صعبة بسبب غياب بنيات تحتية ثقافية وفندقية مناسبة ، ارتأت إدارة الخيمة السينمائية هذه السنة تنظيم الدورة التاسعة بمدينة سيدي بنور في ظروف أفضل نسبيا بالمقارنة مع الدورات السابقة . وهكذا شهدت دار الشباب الوحيدة بالمدينة أنشطة متنوعة أكدت بالملموس على رغبة المشرفين على هذه الخيمة وعلى رأسهم محمد الصابري ، إبن المنطقة ورئيس جمعية الجعفرية للإنماء القروي الجهة المنظمة ، في تطوير هذه التظاهرة السينمائية شكلا ومضمونا .
قبل الإفتتاح الرسمي لدورة 2017 انطلقت الورشات التكوينية لفائدة الشباب واليافعين والأطفال منذ صباح الخميس 27 أبريل بدار الشباب ، حيث أطر المنتج ومدير التصوير سعيد كوكاز ورشة للتصوير الرقمي تضمنت تطبيقات عملية وأشرف في اليوم الموالي صباحا على ورشة أخرى في المونطاج ، كما تم في الهواء الطلق ابتداء من الثامنة ليلا عرض الفيلم الروائي الطويل " أياد خشنة " للمخرج محمد عسلي .
تضمن حفل الإفتتاح ، الذي احتضنته القاعة الكبرى لدار الشباب مساء الجمعة 28 أبريل ، كلمات بالمناسبة لمدير المهرجان والكاتب العام لعمالة إقليم سيدي بنور والمندوبة الإقليمية لوزارة الشباب والرياضة ، كما تضمن تكريمات لمجموعة من مدعمي الخيمة السينمائية وشركائها وثلة من وجوه الثقافة والفن والإعلام والعمل الجمعوي وعلى رأسهم المخرج داوود أولاد السيد ، رئيس لجنة تحكيم مسابقة الأفلام التربوية ، الذي قدم في حقه الناقد السينمائي أحمد سيجلماسي شهادة جامعة مانعة ، وسلمت لهم هدايا رمزية كما التقطت العديد من الصور التذكارية. واختتم هذا الحفل ، الذي تخللته لوحات فنية تعبيرية راقصة وأغاني عصرية وتراثية عكست الغنى الفني الذي يزخر به المغرب على مستوى الإيقاعات والرقصات والأغاني المتنوعة ، بعرض الفيلم الروائي الطويل " الجامع " من توقيع أولاد السيد .
جاء في كلمة محمد الصابري ، مدير مهرجان الخيمة السينمائية ، ما يلي : "
نلتقي مرة أخرى في هذا العرس السينمائي والثقافي والفني لنستمر في نشر الثقافة السينمائية في الوسط القروي بين المهتمين وخصوصا الشباب منهم واليافعين ، وذلك بواسطة عروض الأفلام والورشات التكوينية في تخصصات مختلفة كالتصوير الفوتوغرافي والسينمائي والمونطاج والقراءة الفيلمية ... واللقاءات مع الفنانين والتكريمات والمسابقات وغير ذلك من فقرات الخيمة السينمائية .
إن جمعية الجعفرية للإنماء القروي وشركاؤها الذين تشكرهم بهذه المناسبة ، وعلى رأسهم عمالة إقليم سيدي بنور والمركز السينمائي المغربي و لجنة دعم تنظيم المهرجانات السينمائية والمجالس المنتخبة والسلطات المحلية والجمعية الإقليمية للشؤون الثقافية والإجتماعية والرياضية وغيرها ... ، تسعى بالإضافة إلى ما سبق إلى اكتشاف المواهب الشابة وتشجيعها على الإبداع السينمائي في جوانبه المختلفة وخلق شروط مناسبة للمنافسة الشريفة بين مخرجي الأفلام التربوية في إطار مسابقة رسمية تشرف عليها لجنة تحكيم يترأسها مخرج سينمائي وتلفزيوني وفنان فوتوغرافي وتضم إلى جانبه نقادا وباحثين سينمائيين .
لقد أصبحت خيمتنا وخيمتكم السينمائية بمثابة نافذة يطل من خلالها شباب إقليم سيدي بنور على عوالم الصورة الثابتة والمتحركة ، كما أصبحت أيضا فضاء للتلاقي والتكوين والحوار وتبادل الخبرات والتجارب الفنية والثقافية . أليس للشباب القروي حق في السينما وثقافتها ؟ بلى ، فهذا الحق مشروع وما الخيمة السينمائية إلا وسيلة من بين الوسائل التي يمكن من خلالها انتزاع هذا الحق وتحقيق جانب من التنمية الثقافية والفنية لإقليم سيدي بنور العزيز على قلوبنا جميعا . " .
من جهته شكر الكاتب العام لإقليم سيدي بنور ، نيابة عن السيد العامل ، المنظمين وثمن مجهوداتهم في نشر الثقافة السينمائية بالإقليم ، وذكر بأمجاد الإقليم ورجالاته في مختلف ميادين العلم والمعرفة وما يزخر به من معالم وفضاءات روحانية وسياحية وإمكانيات فلاحية وغيرها مؤكدا على ضرورة تفكير السينمائيين في استثمار هذه المؤهلات في أفلام وأعمال سمعية بصرية ...
في صباح السبت 29 أبريل أطر الباحث السينمائي والأستاذ الجامعي يوسف آيت همو ورشة القراءة الفيلمية ، وبعد الزوال تم عرض مجموعة من الأفلام المغربية القصيرة من بينها " المرأة الشابة والمدرسة " لمحمد نظيف و " صندالة أيوب " لعبد الواحد بوجنان و " سفر في الماضي " لأحمد بولان و " نداء ترانغ " لهشام ركراكي و " آية والبحر " لمريم التوزاني و " المرحوم " لرشيد الوالي ... وفي المساء نظمت عروض المسابقة الخاصة بالأفلام التربوية ، بحضور مخرجيها ولجنة التحكيم الثلاثية الأعضاء المكونة من داوود أولاد السيد ويوسف آيت همو وأحمد سيجلماسي وجمهور من الشباب والتلاميذ ورجال ونساء التعليم والمهتمين .
في اليوم الأخير ،الأحد 30 أبريل ، نظمت في الصباح عروض لفائدة الأطفال (أفلام التحريك) ثم جلسة لمناقشة أفلام المسابقة بحضور مخرجيها وبعض المساهمين في إنجازها ، وتلى ذلك لقاء مفتوح مع المخرج والفنان الفوتوغرافي داوود أولاد السيد حول تجربته الفنية . وقد ساهم في إغناء النقاش في الجلسة وفي اللقاء أعضاء لجنة التحكيم وثلة من المثقفين والطلبة والمهتمين وبعض ضيوف الخيمة السينمائية .
في المساء نظم حفل الإختتام بالقاعة الكبرى لدار الشباب ، وتضمن برنامجه فقرات غنائية وموسيقية وفكاهية نشطها المبدع فتاح النكادي والممثل الفكاهي الشرقي السروتي ، كما تضمن كلمة لمدير المهرجان وإعلان لجنة التحكيم عن الفائزين بالجوائز الثلاث لمسابقة الأفلام التربوية وهم الأساتذة المصطفى عناية (فيلم " لا تسرقوا أحلامي ") والسعدية الداني (فيلم " غدا تشرق الشمس ") ومحمد مساهل (فيلم " طرمبية ") مع تسليمها لهم تحت تصفيقات الحاضرين وتشجيعاتهم . هذا بالإضافة إلى تكريم مجموعة أخرى من المدعمين والفاعلين بالإقليم وتوزيع شواهد المشاركة على المستفيدين من الورشات التكوينية .