أنهت الفنانة التشكيلية إيمان فرحاتي في الآونة الأخيرة معرضها الفني الفردي، والذي أقامته برواق النادرة بالرباط، وذلك على إيقاعات ألوان صافية، طافحة بروح الشعر والحنين.
وقد شكل هذا المعرض، الذي اقيم بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، ذكرى حقيقية للفنانة لتكريم المرأة في بعدها الإنساني والجمالي والشاعري، وكرمز للتضحية والمحبة، وإحدى العلامات المضيئة في التاريخ الإنساني لما تقدمه من تضحيات، وسخاء وفيض مشاعر، ونحن نحتفل بذكرى عيد الأم، منبع الحنان والرأفة وصدق المشاعر.
ولامست الفنان في معرضها، الكثير من القيم المغربية الأصلية، وسحر العادات والتقاليد، وأصالة الهوية الوطنية، التي تينع من ثنايا لوحاتها، حيث كرمت في العمق الامازيغية لغة وتاريخا وحضارة وتراثا وفنونا خصبة ومتنوعة.
وأغنت الفنانة معرضها بفيض من الأطياف التجريدية، التي تعتبرها نوعا من عصرنة الهوية، وكل ما له علاقة بالتراث الامازيغي والمغربي بشكل عام، ما جعل من أعمالها، علامات تشكيلية مشرقة لها الكثير من الدلالات الموحية الجميلة.
كما قدمت الفنانة نموذجا للإبداع تولد عبر إكسسوارات وأعمال فنية نفيسة، وتصاميم راقية على القماش، ما حول تلك المجسمات الى نصوص شعرية وفلسفية غاية في الأناقة والسحر الجميل، وتحمل رسالة بيضاء إلى العالم، تنثر رحيق السلام، وترسخ لقيم التراث الوطني والاحتفاء به في قالب حداثي تجريدي، يسائل الروح والإنسان، ويغمر المتلقي بوداعة الوجدان، ودفء الألوان المورقة هنا وهناك، كالعطر كالورود، في أول الربيع.