بعد عرضي "الريح" و"كدور الذهب"، تقدم فرقة أدوار للمسرح بكلميم عرضها المسرحي الجديد "شكيريدة"، وهو العرض الذي حظي بموافقة وزارة الثقافة، ضمن مشروع الدعم المسرحي للموسم الحالي. وستعاين اللجنة العرض بالمركب الثقافي تزنيت، يوم السبت 4 مارس 2017 على الساعة السادسة والنصف. مسرحية "شكيريدة" من إعداد وإخراج المسرحي الوادنوني عبداللطيف الصافي عن نص "الكمين" للكاتب التركي جاهد أتاي، في ثالثة تجربة يخوضها هذا المسرحي والتي بدأت ترسخ بعض معالم التجربة المسرحية الحسانية بمناطقنا الجنوبية. وظل رهان فرقة "أدوار للمسرح" بكلميم، ومنذ انطلاقها، التركيز على التكوين المسرحي وعلى تنظيم مهرجان كلميم لمسرح الجنوب، وهو الرهان الذي أنتج مجموعة متجانسة لوجوه شابة استطاعت أن تفرض نفسها اليوم في المشهد المسرحي بصحرائنا المغربية.
طيلة ساعة ونصف، تتجه المسرحية الكوميدية "شكيريدة"، والتي تتحدث عن القايد ولد البوهالي الذي يسعى بدهائه ونفوذه الى تأبيد وضعه كمسيطر على المدشر وتملكه لكل شيئ فيه، الى محاولة ترسيخ بحث مستمر يعضد مشروع، فرقة "أدوار" للمسرح الحر، المسرحي الذي يستهدف تقريب المسرح من الناس. في ظل فضاء يتميز بحضور قوي للثقافة الشفوية بحمولاتها الرمزية الغنية. وبالنسبة للمسرحي عبداللطيف الصافي، فمنذ مسرحية "كدور الذهب"، يظل الرهان "الاستمرار في التفكير عن كل ما يمكن ان يحرك الكلمات في جسد الممثل وفي أنفاسه وايحاءاته، ويهز مشاعره ويستنفر ذاكرته. وعلى هذا الأساس ظل الممثلون، يشكلون حجر الزاوية في بناء العرض".
في مسرحية "شكيريدة"، وفي ظل جو يحتفي بالمرح وبالضغينة، وشخصيات واضحة المعالم تتحرك في فضاء مألوف، اتجهت رؤية الإخراج الى خلق تصور لإيقاع حركة الجسد و تعبيراته العميقة يتزامن بشكل دقيق مع وضعية الشخصية و مزاجها العام وحدة الصراع وخفوته، كما تنسجم مع طبيعة الانسان في الصحراء وحركة الزمن التي تتسم بالبطئ وتضفي على الفضاء مسحة من الصوفية.
في مسرحية "شكيريدة"، وهو اسم الشخصية المركزية للعرض، والتي لا يملك من متاع الدنيا سوى بندقية قديمة ورثها عن أبيه المقاوم، ويستغل غباءه ليقضي على الشاب خطري، بفضل خاله الذي سهر على تعليمه في تحد واضح لولد البوهالي، بل وقرر فتح مكتب بالمدشر ليساعد السكان على استرداد ممتلكاتهم وحقوقهم من ولد البوهالي. تتوالى الاحداث ويتنامى الصراع في خط تصاعدي مرح وعنيف في الآن نفسه لينتهي بمصرع ولد البوهالي على يد شكيريدة، فيتملك هذا الأخير إحساس بالنشوة والغرور..".
مسرحية "شكيريدة"، باللغة الحسانية، من إعداد وإخراج المسرحي عبداللطيف الصافي، السينوغرافيا للفنان حمزة حمامي (بمساعدة: أسماء هموش)، المحافظة العامة لشفيق طويلي، الإنارة والتمويج الموسيقي لابراهيم عجاج، إدارة الإنتاج لحسن لحمادي، إدارة الخشبة لعد العزيز منتوك، أما العلاقات العامة والإعلام لعبدالحق ميفراني، السكرتارية العامة تشرف عليها عتيقة ابو العتاد. مسرحية "شكيريدة" يقدمها ثلاثة وجوه فنية، من الجيل الجديد لمسرحيينا في الأقاليم الجنوبية، وهم على التوالي: مصطفى أكادر، أيوب بوشان، وحمادة أملوكو.