تضمن برنامج اليوم الثالث من أيام الدورة العاشرة للمهرجان الوطني لفيلم الهواة بسطات مواصلة أشغال المحترفات التكوينية في التصوير والإخراج وكتابة السيناريو بالمركز الثقافي للمدينة ، صباح الخميس فاتح دجنبر الجاري ، كما تضمن أيضا ، بنفس الفضاء مساء ، عروضا لحصة ثانية من أفلام البانوراما تشكلت من العناوين التالية : " ليست غلطتي " لمحمد مونا و " دمى " لمحمد ودغيري و " الطابق السابع " لعبد الإله العلوي ، وعروضا أخرى لحصة ثانية من أفلام المسابقة الرسمية ، بحضور مخرجيها ، تشكلت من العناوين التالية : " هيستيريا " للطيب بنعبيد و " افتحوا النوافذ " لنبيل جوهر و " أمازيغي " لمحمد الطاهري كمال ومصطفى الكوش و " عند انتحار أمل " لمروان حكوش و " أحلام " للخضر الحمداوي .
ولعل أهم فقرة تميز بها برنامج هذا اليوم هي لحظة الإحتفال بالذكرى العاشرة لتأسيس المهرجان (2007 – 2016) ، التي نشطها الفنان المسرحي المبدع وكاتب السيناريو توفيق حماني من الثالثة زوالا إلى السادسة مساء ، وقد تم تأثيثها بشهادات في حق المهرجان والجمعية المنظمة له ألقاها تباعا فاعلون سينمائيون وجمعويون من المؤسسين (ضمير اليقوتي و مصطفى الرجالي وحسن بنجلون ومصطفى بنغالب) ومن المواكبين (أحمد بوغابة ومجيد السداتي وأحمد سيجلماسي) تخللتها وصلات موسيقية (من عزف الاستاذين عبد العالي مسكوكي والحاج بوشعيب ملهم) وغنائية (من أداء الشابة كوثر أميرة والشاب الحساني ياسين) وبتقديم لباكورة إصدارات جمعية الفن السابع بسطات وهو كتاب بعنوان " خطوط ساخرة " (نونبر 2016 – 176 صفحة من الحجم المتوسط) يتضمن عينات مختارة من الرسومات الكاريكاتورية للمبدع محمد ليتيم ، أحد أطر المهرجان والجمعية المنظمة له القدماء ، مرفوقة بتقديم وتمهيد للكتاب وبنصوص صحفية نشرها بالعربية والفرنسية الأستاذ محمد ليتيم ببعض الجرائد الوطنية حول أعمال مبدعي الرسوم الساخرة (الكاريكاتور) بالمغرب كالصبان والراحل حمودة وغيرهما .
إن إصدار هذا الكتاب ، الذي تم توقيعه من طرف المبدع محمد ليتيم في بهو المركز الثقافي مباشرة بعد اختتام فقرات الإحتفال بالذكرى العاشرة لتأسيس المهرجان الوطني لفيلم الهواة ، يمكن اعتباره بمثابة تكريم ثان للمبدع ليتيم بعد التكريم الذي حظي به من طرف المهرجان في إحدى دوراته السابقة . كما يمكن اعتبار عرض فيلم " هاو " للقيدوم محمد السملالي في اختتام الحفل بمثابة تكريم آخر لأحد المهووسين بسينما الهواة رغم كبره في السن .
تجدر الإشارة في الأخير إلى أن كل الشهادات التي قيلت في حق مهرجان سطات ومنظميه أكدت على أهمية وجدية هذه التظاهرة الفنية والثقافية وعلى خصوصيتها وفرادتها ومكانتها المعتبرة داخل حظيرة المهرجانات السينمائية المغربية وعلى حاجة المجتمع وسينماه إليها لأنها بمثابة مدرسة للتكوين الفني والثقافي ورافد أساسي من روافد السينما المغربية ، ورغم العراقيل والصعوبات المتعددة والتقليص المستمر لحجم الدعم من طرف اللجنة الوطنية المكلفة بدعم تنظيم المهرجانات السينمائية (بسبب بعض العقليات المريضة داخلها) ، فإن القافلة تسير والمهرجان يتطور من دورة لأخرى ويبدع في اختياراته وبرامجه وتنظيمه ، وحصيلة عشر سنوات من عمله الدؤوب بادية للعيان على عكس الكثير من المهرجانات والتظاهرات السينمائية التي تراهن على البهرجة الفارغة وتبدر المال العام الذي يغدق عليها بسخاء حاتمي من اللجنة المذكورة ومن غيرها من المؤسسات بدون مردودية تذكر لا ثقافيا ولا إبداعيا ولا سياحيا واقتصاديا ....
من سطات : أحمد سيجلماسي