إلى جانب تذكر المبدع الطنجاوي الكبير الراحل العربي اليعقوبي (1930 – 2016) ، تم اختيار المهندس والمخرج والمنتج السينمائي المغربي قويدر بناني (71 سنة)، مدير المركز السينمائي المغربي من 1976 إلى 1986 بعد فترة السينمائي الراحل محمد الزياني (من 1971 إلى 1976) وقبل مرحلة السينمائي سهيل بنبركة (من 1986 إلى 2003) ، للإحتفاء به في فقرة تكريمات افتتاح الدورة التاسعة لمهرجان طنجة الدولي للفيلم ، المزمع تنظيمها من طرف جمعية النور من 20 إلى 24 شتنبر الجاري بقاعة سينما روكسي .
ومعلوم أن قويدر بناني ، المزداد بتازة يوم فاتح يناير 1945 ، مهندس دولة متخرج سنة 1971 من المدرسة الوطنية العليا للإتصالات بباريس . مساره المهني حافل بالمنجزات سواء عندما كان موظفا بمؤسسة " الإذاعة والتلفزة المغربية " من 1971 إلى 1976 أو عندما أصبح مديرا عاما للمركز السينمائي المغربي من 1976 إلى 1986 .
التحق بناني فور تخرجه من مدرسة باريس بالإدارة التقنية لدار الإذاعة والتلفزة المغربية حيث ساهم في المشروع الجماعي لتوسيع شبكات الإذاعة والتلفزيون والآليات التقنية للإنتاج (الأستوديوهات ووسائل الربورتاجات) ، كما كلف بإدخال تلفزة الألوان إلى المغرب عبر استغلال الشبكة القائمة وتحمل مسؤولية الإشراف على مجموع استوديوهات الراديو على الصعيد الوطني وعلى قسم التلفزة المغربية . هذا بالإضافة إلى تمثيله المشرف للإذاعة والتلفزة المغربية في بعض المحافل الدولية المكلفة بتنمية وسائل الإتصال السمعي والبصري تقنيا وعلى مستوى المضامين ،إلى جانب مسؤولين كبار عن قطاعات الإعلام ببلادنا ، واشتغاله كمستشار لوزير الإعلام في مجال تخصصه ، وإدارته لفريق عمل من أجل إنجاز دراسة تهم إصلاح الفضاء السمعي البصري المغربي وتوسيع آفاقه المستقبلية ، ومساهمته في إحداث محطة للإذاعة والتلفزة بطرفاية استعدادا لانطلاق المسيرة الخضراء مع إنجاز العديد من الربورتاجات حول هذا الحدث التاريخي الهام إلى لحظة الدخول الرسمي لمدينة العيون .
ويمكن إجمال منجزاته داخل المركز السينمائي المغربي ، على امتداد عشر سنوات من المسؤولية ، فيما يلي :
سنة 1977 : بغية الدفع بعجلة السينما ببلادنا إلى الأمام تمت مراجعة القوانين المنظمة لهذه المؤسسة العمومية الوصية على قطاعنا السينمائي عبر تحديث بعض التشريعات والتدابير الإدارية التي تهم مهن القطاع وصناعة السينما بالمغرب .
سنة 1980 : تم في آن واحد إحداث مركب سينمائي تابع للمركز يضم مختبرا لتحميض الأفلام بالألوان من مقاسي 16 و 35 ملم و قاعات للمونطاج و استوديو للصوت والمؤثرات تتم فيه الدبلجة والميكساج ... ، و صندوق لدعم الإنتاج السينمائي الوطني وإصلاح القاعات السينمائية المتواجدة والتحفيز على بناء قاعات جديدة .
وفي نفس المركب السينمائي تم تخصيص مكان لتخزين الأفلام والحفاظ على أشرطتها السالبة وعلى الأرشيفات الوطنية بما فيها المسترجعة من مؤسسات " باطي – سينما " و" إينا " و " إل نودو " . كما تم الإشراف على عدد مهم من الأفلام الوثائقية التي تعكس تاريخ المغرب وما حققه من منجزات اجتماعية واقتصادية وغيرها .
سنة 1982 : بعد تراكم فيلموغرافي مقبول تم إحداث مهرجان سينمائي وطني للتعريف بالافلام المغربية القصيرة والطويلة وخلق فرص للحوار والنقاش وتبادل الخبرات والتجارب بين أجيال السينمائيين وبين هؤلاء وعشاق السينما والنقاد والمنابر الإعلامية المختلفة وغيرهم .
شهدت فترة إدارة قويدر بناني للمركز السينمائي المغربي تنظيم الدورتين ، الأولى سنة 1982 بالرباط والثانية سنة 1984 بالدار البيضاء ، للمهرجان الوطني للفيلم ، الذي شكل ولايزال فرصا للتنافس الشريف بين السينمائيين المغاربة ومرآة تعكس المستوى الذي وصل إليه الإبداع السينمائي الوطني ...
لم يكن قويدر بناني إداريا فحسب بل أشرف على إنتاج وإخراج بعض الأفلام السينمائية الوثائقية من بينها فيلم حول المسيرة الخضراء وفيلمان تاريخيان طويلان الأول حول الملك الراحل محمد الخامس والثاني حول الملك الراحل الحسن الثاني رحمهما الله . كما تميزت فترة إدارته للمركز السينمائي المغربي بتوقيع اتفاقيات تعاون وإنتاج مشترك مع مؤسسات مماثلة تابعة لفرنسا وإسبانيا وتونس وغيرها . هذا بالإضافة إلى ترؤسه لجمعية مهندسي التواصل المغاربة من 1978 إلى 1983 وإلقاءه لمجموعة من المحاضرات في بعض المدن المغربية حول التواصل وتاريخ الصحافة والمفهوم الجديد للتواصل بالمغرب والتواصل السمعي البصري في أبعاده الإدارية والقانونية.