استئنافا لأنشطتها الثقافية ومواصلة لمساءلتها الدائبة للمشهد الثقافي المغربي ولأداءاته ومؤدياته، تنظم جمعية الفكر التشكيلي بشراكة مع وكالة المغرب العربي للأنباء بالرباط، يومه الخميس 21 يوليوز على الساعة 6 مساء، لقاءا فكريا مفتوحا مع المفكر المغربي الكبير د. محمد سبيلا وذلك في سياق الاحتفاء بمنجزه الحداثي، وسيؤطر اللقاء كل من الأستاذين محمد الشيكر وإدريس كثير مع تقديم لرئيس جمعية الفكر التشكيلي محمد المنصوري الإدريسي.
لا تنحصر اهتمامات جمعية الفكر التشكيلي في مساءلة التشكيل بسائر تعبيراته البصرية و مرجعياته الجمالية فحسب بل تتسع أيضا لتشمل قضايا فكرية و فلسفية تمس الإبداع الفني و شروطه السوسيو- ثقافية و الإستطيقية . و لأن أي نحو من أنحاء الإبداع لا يمكن أن ينشأ و يتبلور و يمتد في جغرافيا المعنى إلا إذا كان يمتح من معين جمالي خصيب ، و يستند إلى أساس فلسفي مرجعي فقد دأبت الجمعية على منح السؤال الفلسفي محله الحقيق به في تأصيل الفعل الإبداعي و تمنيعه ضد الرداءة و الضمور و ضد جميع صور التزييف و الارتجال . في هذا الإطار يندرج هذا اللقاء الثقافي المفتوح مع الفيلسوف و المفكر المغربي الكبير الدكتور محمد سبيلا بمقر وكالة المغرب العربي للأنباء و بشراكة مع إدراتها . و تتمثل أهمية هذا اللقاء الفكري في قيمة المنجز الفلسفي المائز الذي راكمه المفكر محمد سبيلا و أهمية اشتغاله على الحداثة بما هي مفهوم مفصلي في التحولات و الانعطافات التي مست الفكر و الإبداع الإنسانيين.
كما تتمثل في المدة العميقة التي استغرقها الفيلسوف محمد سبيلا من خلال حياته المهنية و الأكاديمية منذ أواخر الستينيات إلى اليوم ، باحثا عن المصطلحات الملائمة التي تلخص مآزق حالتنا و وضعنا الفكري و المجتمعي و ناحتا للمفاهيم القادرة على التعبير عن إشكالاتنا و آفاتنا وميسّرا للمتون الفلسفية و الفكرية لمساعدتنا على مقاربة هذه الإشكالات و هذه الأعطاب.
تكريما له و لمجهوده الفلسفي يجب الاعتراف بأن التأخر الفكري الجاثم على بداهتنا و تلقائيتنا و ذائقتنا نابع من عدم استيعابنا لثمرة هذا المجهود و من الفشل الذريع في جعله متواترا ثم موجّها لذهنيتنا و سلوكاتنا اليومية.
استلهاما لقبس نور هذا الإبداع و استئناسا بشعلة مناره كما رعاها الفيلسوف محمد سبيلا يشرفنا في جمعية الفكر التشكيلي أن نستضيفه ونستنير بنبراسه الرمزي.