تنظم يومي 22 و 23 نونبر 2016 ، في إطار الدورة الثانية للمهرجان الجامعي الدولي لسينما الشباب بورزازات ، ندوة دولية حول موضوع " السينما والتراث : التجليات والإشتغال " ، تجمع أشغالها بشكل قبلي في كتاب سيتم توقيعه قبل اختتام المهرجان .
فيما يلي ورقة هذه الندوة (بالعربية) وشروط المشاركة فيها :
التفكير في السينما من مدخل ارتباطها بالتراث تفكير في جوهر هذا الفن الذي شكل ملامحه و خصوصيته و هويته من مداخل أساسية ، هي الاستعارة من جماليات و أساليب و بنيات حقول أخرى من قبيل المسرح ، و الرواية و التشكيل و الفوتوغرافيا و الرقص و الموسيقى و المعمار و التراث الفرجوي و الثقافة الشعبية الخ أولا ، و الاشتغال الخلاف على هذه المكونات لتحقيقها بمواصفات خاصة بالفن السينمائي ثانيا ، ثم اقتراح ثوابت فكرية و فنية و تقنية لها علاقة بهذا الفن ثالثا.
في مسعى تأسيس السينما لتواثبها الإبداعية و الجمالية و الفكرية ،و في صياغتها لإبدالات مجددة لهذه التواثب ، كان التراث بمعناه العام و المتعدد الأساس الباني للثابت و المتغير سواء في الجنس الروائي أو في الوثائقي بأنواعهما الصغرى طيلة وجود هذا الفن. إضافة إلى هذا سمح استدعاء التراث بتمييز مواصفات تجارب و اتجاهات عديدة ، بل بصم سينما بلدان و مناطق كاملة وهو ما يقال عن سينما الويسترن و السينما الهندية و الإفريقية و غيرهما .
الاشتغال على التراث في السينما يعني هذا الاستحضار الإبداعي لأساليب ،أو موضوعات ،أو جماليات ،أو طرائق تعبير ،أ و أشكال ، أو مضامين ، أو محكيات ، أو مكونات بصيغة تناص ونصوص غائبة و آثار واعية و غير واعية ، و اقتباس و استلهام خدمة لتشكيل أو تمييز بنيات و مواصفات السرد أو التخييل أو ما هو جمالي و أسلوبي في الفيلم السينمائي ، أو لتأكيد انتساب الفلم إلى ثقافة أو هوية أو جهة ما.
تحققت السينما في بدايتها و في امتدادها ممارسة إبداعية دامجة لعناصر التراث الثقافي و الفني و الإبداعي و للتراث السينمائي نفسه . إنه ما عكسته تجارب و أفلام سينمائية من كل بلدان العالم ،ومن داخل اتجاهات و مشاريع فردية أو جماعية من قبيل ما نجده لدى سيرغي إيزنشتاين و أكيرا كوروساوا و فرانسيس فورد كوبولا و ألان باركر و أندري كونشالوفسكي وفرانشيسكو روزي و بيرتولوتشي و غوستا غافراس و أوصمان صامبين و سليمان سيسي و ادريساوادراوغو و يوسف شاهين و دريد لحام و و عبد الرحمان سيساكو و محمد الشويخ و محمد لخضر حامينة و الناصر لخمير و الطيب لوحيشي و مومن السميحي و أحمد المعنوني و داود أولاد السيد و إزة جنيني و حكيم بلعباس إلخ.
استحضار السينما لأوجه التراث هو اقتراح لرؤية مؤطرة لهذا الاستحضار ،و إبراز لخلفية موجهة للاشتغال ، و شكل فني و أسلوب يتحكمان في توظيف المادة التراثية لخدمة جمالية الفيلم أو أساسه الفكري أو دلالاته و معانيه. الاشتغال السينمائي على التراث يعني كذلك بناء موقف منه و من قيمته ، و من صيغ توظيفه إبداعيا في السينما .إنه ما يعنينا مقاربته من داخل المحور المقترح للندوة وهو " السينما و التراث :التجليات و الاشتغال ".
استحضار مكونات التراث في السينما تحقق من مداخل عديدة ومتنوعة ، حيث تجلى بصوره المادية و اللامادية ، و مكوناته الخاصة و العامة ، و أبعاده المحلية و الكونية. الاشتغال على التراث سينمائيا كان كذلك بصيغة وظيفية و صيغة مجانية ، وكان أيضا لغايات توثيقه أو لإبراز أوجهه اللامرئية ،أو لتمرير مواقف ذات علاقة به أو ببعد من أبعاد السينما و الواقع . في كل هذا برزت مادة التراث بملامح التوظيف الفولكلوري أحيانا ، و بمواصفات التوظيف الخلاق أحيانا أخرى وهو ما يهم مقاربته و قراءته و تأويله في ندوة ورزازات.
لقد شكل التراث سؤالا حارقا في الكثير من الحقول المعرفية و الإبداعية ، كما شكل إشكالا مركزيا في التفكير النظري و الفكري و الفلسفي اقترحت لمطارحته رؤى و مناهج متباينة كما الأمر في أطروحات الاستشراق و الاستغراب و الماركسية و الفلسفة الإسلامية .إنه ما يقال عن مجالات تعبيرية و فنية ارتكزت على التراث الخاص لبناء خصوصية إبداعية لها ، بل و تشكيل قوالب جمالية تحيل على هويتها الخاصة كما الحال مع المسرح الياباني و المسرح الغيني و المسرح الصيني والمسرح العربي ومسارح إنسانية عدة .نفس الشيء يقال عن الأغنية و الكثير من الحقول الأخرى أهمها الآن الحقل الاجتماعي الذي تتصارع فيه قوى و أطراف و توجهات يسعى منها البعض إلى تمجيد التراث و تقديسه ،و يسعى البعض الآخر إلى انتقاده و انتقاء أوجهه الإيجابية ، و يعنى البعض الآخر باقتراح ما يسمح بالقطع معه .
كل هذا يبرر الحاجة إلى تفعيل جدل التراث و العلاقة معه من مداخل مختلفة ، و لأن السينما من أهم ما يميز عصرنا يعنينا أن نقرأ كيفية تفكيرها في التراث الحديث و تراث العصور السابقة ، و ما الذي يمكنها اقتراحه من رؤى و تصورات و طرائق اشتغال و مواقف للمستقبل وما القيمة التي يضيفها تحول الأعمال السينمائية إلى مادة من صميم التراث البصري للإنسانية جمعاء.إنه مدخل من ضمن مداخل أخرى عديدة يعنينا اقتراحها لنقاش موضوع ندوتنا الدولية و منها ما يأتي :
المحاور المقترحة لمداخلات الندوة العلمية
المحور 1 :دلالة التوظيف التراثي في الممارسة الإبداعية السينمائية ؛
المحور 2 : التراث و بناء الرؤية الفنية في السينما ؛
المحور 3 : التراث في السينما :تجليات و أبعاد ؛
المحور 4 :التراث و صناعة الفرجة السينمائية ؛
المحور 5 : غايات توظيف التراث اللامادي في السينما ؛
المحور 6 : جماليات التوظيف التراثي في السينما ؛
المحور 7 : التراث و توضيح الانتساب في الممارسة السينمائية ؛
المحور 8 : التراث في السينما :من ثوابت الأصل إلى إبدالات الاشتغال ؛
المحور 9 : جدلية المعرفي و الفني في توظيف السينما للتراث ؛
المحور 10 : حدود المحلي و حدود الكوني في الاشتغال السينمائي على التراث؛
المحور 11 : السينما و سؤال التراكم في التراث الإنساني ؛
المحور 12 :حداثة السينما و نقض الرؤية اللاعقلانية للتراث ؛
المحور 13 التراث السينمائي والثقافة الوطنية / صور التراث في تجارب السينما العالمية ( سينما هوليود – سينما بوليود- السينما الإفريقية- السينما المغاربية- السينما اللاتينية-السينما الأوروبية...).
شروط المشاركة في الندوة
تنظم ندوة " السينما و التراث : التجليات و التراث " يومي 22 و 23 نونبر 2016 بمشاركة أكاديميين و باحثين و نقاد و فنانين من المغرب و الخارج .
تتلقى إدارة المهرجان في شخص اللجنة العلمية المشرفة على الندوة اقتراحات المشاركة انطلاقا من التوصل بورقة الندوة و الاطلاع عليها والمطلوب فيها ما يأتي :
إرسال اقتراحات المشاركة بالعربية أو الفرنسية أو الإنجليزية أو الإسبانية إلى العنوان الالكتروني الآتي tbahamid@yahoo.fr .
- ملء مطبوع المشاركة وبعثه مصحوبا بعنوان المداخلة- الدراسة - و ملخصا عنها في حدود 200 كلمة ونسخة مصغرة من السيرة الذاتية قبل 30 يونيو 2016 ؛
- البث في طلبات المشاركة و الرد عليها سيكون من قبل 10 يوليوز 2016؛
-آخر أجل للتوصل بنص المداخلة كاملا هو 30 غشت 2016 ؛
-إصدار أعمال الندوة سيكون بشكل قبلي و ذلك أواخر شهر شتنبر 2016 .
تنسيق الندوة
حميد اتباتو المنسق البيداغوجي لمسلك تدبير الإنتاج السينمائي و السمعي البصري ، شعبة فنون و لغات و علوم إنسانية ، الكلية متعددة التخصصات ورزازات ، جامعة ابن زهر أكادير ، المغرب ، العنوان صندوق البريد 807 ورزازات ،البريد الالكتروني tbahamid@yahoo.fr الهاتف 00212664448925.