بمناسبة اليوم العالمي للشعر نظمت جمعية أساتذة اللغة العربية بوزان الملتقى الشعري الثاني تحت شعار: "القصيدة النسائية بوح الأنوثة، دورة الشاعرة سعاد الناصر (أم سلمى)". وقد عرف الملتقى تنظيم أمسية شعرية كبرى، قدمها وسيرها الدكتور المعتمد الخراز، الذي أكد في كلمته الافتتاحية أن اختيار القصيدة النسائية شعارا للملتقى يأتي اعترافا لما قدمته القصيدة النسائية في المغرب والعالم العربي والعالم عموما من إضافات جمالية، أما اختيار الشاعرة المغربية سعاد الناصر، فيأتي لكونها تمثل صوتا نسائيا متميزا في المشهد الشعري المغربي، وصوتا متميزا في المشهد الثقافي المغربي والعربي، وذلك لما قدمته من أعمال إبداعية ونقدية وفكرية، حيث أصدرت في منتصف الثمانينات ديوانها الأول "لعبة اللانهاية"، لتعلن من خلاله أن لعبتها الشعرية والإبداعية قد بدأت، وأنها ذاهبة بها إلى اللانهائي. بعد ذلك تم عرض شريط توثيقي يعرض المسار الشعري للمحتفى بها، وهو من إعداد وتوثيق المعتمد الخراز وإنجاز الشاعرة نهاد المودن.
وبهذه المناسبة ألقت الشاعرة سعاد الناصر (أم سلمى) كلمة، أكدت فيها أهمية الاحتفاء باليوم العالمي للشعر ورمزية هذا اليوم، ثم توقفت عند بعض المحطات الأساسية في تشكيل تجربتها الشعرية، وأهم انشغالاتها ورهاناتها الشعرية. ثم توالت قراءة شهادات في حق الشاعرة المحتفى بها، تقدم بها كل من الشاعر والمترجم الدكتور مزوار الإدريسي، والشاعرة والباحثة الدكتورة فاطمة الميموني، والشاعر والناقد الدكتور عبد السلام دخان، الذين كشفوا عن علاقتهم بالشاعرة وبتجربتها الشعرية، والأهمية التي تحظى بها في المشهد الشعري المغربي. أما فقرة القراءات الشعرية، فقد شارك فيها عدد من شعراء المغرب، الذين حجوا إلى مدينة وزان للمشاركة في هذا العرس الشعري؛ فتعاقب على منبر القصيد كل من الشاعر جمال الموساوي أول المتوجين بجائزة "بيت الشعر في المغرب" عن ديوانه الاول "كتاب الظل"، والشاعرة ريحانة بشير صاحبة ديوان "قبل الإبحار" و"حين يتكلم الماء"، وشاعر مدينة وزان أحمد البقيدي الذي أبى إلا أن يهدي القصيدة التي قرأها للشاعرة المحتفى بها، ثم الشاعرة ثريا لهراري الوزاني التي قدمت من مدينة القنيطرة لتوقد بكلماتها نار الشعر في وزان، وشارك في الأمسية ايضا صاحب ديوان "ضد الجاذبية" و"فقدان المناعة" والحاصل على العديد من الجوائز الشعرية الشاعر عبد السلام دخان، وصاحبة ديوان "لو" و"سبحة" والحاصلة على جائزة القصيدة العربية بالمغرب سنة 2014 الشاعرة فاطمة الميموني، ثم صاحب ديوان "مرثية الكتف البليل" و"بين ماءين"، والمترجم لعيون الشعر الإسباني إلى العربية الشاعر مزوار الإدريسي، وفي نهاية هذه القارءات الشعرية ارتقت الشاعرة سعاد الناصر سدرة الشعر وقرأت مختارات من شعرها. وبعد القراءات الشعرية سلم الأستاذ محمد سطور للشاعرة سعاد الناصر هدية رمزية هي عبارة عن لوحة فنية، وسلم لها الأستاذ إبراهيم الشيخي شهادة تقديرية، بينما سلم لها الأستاذ المعتمد الخراز درع الملتقى.
ومن أبرز فقرات الملتقى الشعري الثاني بوزان في دورته الثانية تقديم شهادة تقديرية للأستاذ عبد الهادي بن يسف، سلمتها له الأستاذة سوسان الشريفة، وذلك تقديرا لجهوده في خدمة الكتاب المغربي والعربي، ونشر الثقافة والمعرفة من خلال منشورات مكتبة سلمى التي أصدرت العشرات من الكتب في مجال الإبداع والدراسات والتحقيق والترجمة وغير ذلك، بعدها ألقى الأستاذ عبد الهادي كلمة بالمناسبة وقصيدة شعرية.
وضمن سياق ثقافة الاعتراف التي انتهجتها الجمعية، تم الإعلان عن أستاذة وأستاذ السنة لمادة اللغة العربية بإقليم وزان لسنة 2015، وقد تم اختيار هذه السنة الأستاذة فاطمة تدسولي والأستاذ عبد المجيد بوصفيحة، حيث سلم لهما كل من الأستاذ الأستاذ عبد الهادي الطاهري والأستاذة نجاة الكاطب والأستاذة أسماء بركاش هدية وشهادة تقديرية باسم الجمعية، بينما سلم لهما الأستاذ محمد بعلي شهادة تقديرية باسم المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بوزان. وفي ختام الأمسية الشعرية تم الإعلان عن نتائج المسابقة الإقليمية للشعراء التلاميذ لسنة 2016، التي نظمت بتنسيق ودعم من المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بوزان.
وبالإضافة إلى الأمسية الشعرية التي خصصت للشاعرة سعاد الناصر، عرف الملتقى تنظيم ندوة نقدية في موضوع "جماليات القصيدة النسائية" شاركت فيها الأستاذة أمينة يونس بمداخلة تعرضت فيها لمسار القصيدة النسائية العربية، مركزة على نماذج شعرية عربية في المشرق والمغرب، وكاشفة عن السمات الجمالية المميزة لهذه القصيدة. بينما تناول الباحث السعيد الدريوش في مداخلته جماليات القصيدة النسائية في الأندلس، حيث استحضر الباحث أسماء عدد من الشواعر الأندلسيات، كاشفا عن سمات قصائدهن الفنية والموضوعية، كما تعرض إلى شعر النقوش، أما الدكتور المعتمد الخراز فركز في مداخلته على تجربة الشاعرة سعاد الناصر، حيث قام بالكشف عن مفهوم الشاعرة للشعر ووظيفته ورهاناته الجمالية والموضوعية، منطلقا في ذلك من الخطاب المقدماتي الذي صدرت به الشاعرة بعض دواوينها، ثم من خلال حفريات في نصوصها الشعرية.
وقد عرف الملتقى في دورته الثانية تنظيم سلسلة من الورشات الإبداعية في عدد من المؤسسات التعليمية، التي تم من خلالها الانفتاح على فنون تعبيرية مختلفة، حيث نظمت ورشتين للقصة أطرها كل من القاصين محمد لغويبي وهشام العطاوي وسيرها الأستاذان إبراهيم الشيخي وحسناء البنكي، وورشة الرسم أطرها الرسام كمال الديان وسيرتها الأستاذة سوسان الشريفة، وورشة المسرح أطرها الفنان هشام بنفتل وسيرتها الأستاذة فطومة حنين، وورشة الخط التي أطرها الخطاط طارق بوربيعين وسيرها الأستاذ عبد الهادي الطاهري، ثم ورشة الشعر التي أطرها الشاعر أحمد البقيدي وسيرتها الأستاذة نجاة الكاطب.