لم تخلف جمعية أمغار للثقافة والتنمية الموعد مرة أخرى، للاحتفال برأس السنة الأمازيغية الجديدة 2966، فقد عودت منذ سنوات جمهور المنخرطين والمتعاطفين والأصدقاء على تنظيم الاحتفال بطقوس وفقرات فنية وإبداعية خاصة ينتظرونها كل سنة.
اختارت الجمعية هذه السنة فضاء المركز الثقافي أبو القاسم الزياني لاحتضان الحفل، وذلك مساء يوم السبت 9 يناير 2016 ابتداء من الساعة الخامسة مساء تحت شعار " الحرية للمعتقلين السياسيين للحركة الأمازيغية حميد أعضوش ومصطف أسايا" . غصت القاعة بجمهور غفير من مختلف الأعمار، جمهور كان متشوقا لمتابعة فقرات الحفل، التي جمعت بين الشعر التقليدي والعصري و رقصات أحيدوس و العزف على الكمان والقيثارة و حصة من الفكاهة.
نوعت الجمعية برنامج الأمسية بالانفتاح على طاقات جديدة مع الاحتفاظ ببعض الفقرات التي أصبحت تقليدا لا يمكن الاستغناء عنه. كانت بداية الأمسية بكلمة الجمعية التي استحضرت سياق الحفل والغاية منه، في ظل استمرار رفض الدولة المغربية الاعتراف برأس السنة الأمازيغية رسميا على غرار رأس السنتين الميلادية والهجرية، واستمرار اعتقال كل من مصطفى أسايا وحميد اعضوش على خلفية أحداث أبريل2007 بجامعة مولاي إسماعيل مكناس.
بعد تهنئة المنشطين ( ليلى أحرشاو ومحمد زروال ) للجمهور بحلول السنة الأمازيغية الجديدة 2966 التي تصادف بدايتها ليلة الأربعاء 13 يناير 2016 حسب عادات وتقاليد الأسر المغربية وتصادف ليلة 12 يناير 2016 حسب احتفالات الجزائريين. وتماشيا مع شعار الحفل والمناسبة المتمحور حول المعتقلين السياسيين للحركة الأمازيغية مصطفى أسايا وحميد أعضوش، قدم عضو جمعية أمغار موعلا أبوحدو ورقة تعريفية بهما وشرح حيثيات الاعتقال وكيف طبخ ملف الزج بهما في السجن منذ أبريل 2007، والحكم عليهما بعشر سنوات سجنا وغرامة مالية قدرت ب50000 ألف درهم لكل واحد منهما.
بعد ذلك أعطيت الانطلاقة للحفلات الفنية للحفل برقصة أحيدوس من أداء مجموعة " أورتي"، وبعدها قدم الفنان عبد الله مباريك رئيس مجموعة "one voice" عددا من أغاني الراحل مبارك ألعربي الذي صادف يوم الحفل مرور خمس سنوات على رحيله. وكان للشعر التقليدي نصيب مع الشاعر محمد مجاهد الذي أتحف الجمهور ببعض المستملحات و قصائده الشعرية. وشارك كذلك الشاعر أجيخون أحبشان بقصائد مختلفة.
الأمسية تضمنت فقرتين للشعر العصري الأولى من إلقاء الشاعرة خديجة أكوجيل من خنيفرة وهي عضو في جمعية أمغار ، أما الثانية فكانت للشاعر محمد الزيادي ابن قرية أتوروك نواحي الرشيدية الذي قدم إلى خنيفرة من فاس ليشارك جمعية أمغار حفلها وألقى قصيدتين من ديوانه الشعري " تيلكويت " نالاتا إعجاب الجمهور مضمونا وإلقاء.
ومن الفقرات التي أنجحت الأمسية حسب الكثير من المتتبعين حضور الفنان حكا المختار المعروف بالخنيفري والذي ألهب القاعة بأغنيته المعروفة " لاصلنو دامازيغ" وروض كمانه ليضفي على القاعة إيقاع الفرح و السرور بقدوم السنة الأمازيغية الجديدة.
وبعد نهاية الأمسية بفقرة أحيدوس التي انخرط فيها الجمهور بكل عفوية، التحق ضيوف الجمعية بمركز تأهيل المرأة لإحياء طقوس " بولقيم" أو " إيض ن ناير" بأكل وجبة الكسكس الامازيغ الأصيلة.