تستضيف الدورة الأولى والتأسيسية للمهرجان الجامعي الدولي لسينما الشباب بورزازات ، من 17 إلى 19 دجنبر الجاري ، المخرج المثقف والأستاذ الجامعي عز العرب العلوي ، في فقرة خاصة تعرض فيها نماذج من أفلامه الروائية القصيرة (إزوران) والطويلة (أندرومان) والوثائقية (شهيد الرأي) ويفتح في إطارها حوار معه حول تجربته السينمائية وبالخصوص حول كيفية خدمة الدرس السينمائي الجامعي لآفاق الإبداع السينمائي وسينما الشباب أساسا ، نظرا لكونه جرب البحث الأكاديمي والدرس الجامعي بالموازاة مع إبداعاته السينمائية والتلفزيونية .
فيما يلي ورقة تعرف بجوانب من سيرته وأعماله :
مخرج " إزوران " و " أندرومان "
عز العرب العلوي لمحرزي باحث أكاديمي ومخرج سينمائي وتلفزيوني مغربي فرض وجوده في ساحتنا الفنية والثقافية بفضل أفلامه السينمائية الطويلة من قبيل " أندرومان من دم وفحم " (2012) والقصيرة من قبيل " إزوران " أو " الجذور " (2008) ، وأفلامه التلفزيونية الروائية من قبيل " مسحوق الشيطان " (2009) والوثائقية حول شخصيات معروفة زارت المغرب في فترات معينة كأورسن ويلز وشارلي شابلن وأم كلثوم وعبد الحليم حافظ وونستون تشرشل وإديث بياف وجاك بريل أو حول أعلام مغربية من قبيل المفكر محمد عابد الجابري والمناضل السياسي عمر بنجلون وغيرهم ، وما تميزت به هذه الأفلام من عمق فكري وكتابة فيها تجديد على مستوى الشكل ، الشيء الذي أهل بعضها للحصول على جوائز عدة داخل المغرب وخارجه .
لم يأت عز العرب العلوي إلى مجال الإخراج متطفلا وإنما انفتح على عوالم السينما والتلفزيون بشكل متدرج ، فانطلاقته كانت من النوادي السينمائية ، عندما كان تلميذا بثانوية سجلماسة بالرشيدية و طالبا جامعيا بفاس ، حيث شاهد وناقش العديد من الأفلام واستفاذ من الورشات التكوينية وبدأ محاولاته الأولى في الكتابة النقدية .
ولكي يقترب أكثر من تقنيات السينما ومبدعي الأفلام انفتح على بلاتوهات التصوير منذ أواخر الثمانينات من القرن الماضي حيث اشتغل كمتدرب في فيلمي " البحث عن زوج امراتي " (1993) لمحمد عبد الرحمان التازي و " خيول الحظ " (1995) لجيلالي فرحاتي وغيرهما . وفي سنة 1996 أعد وناقش أطروحة لنيل دبلوم الدراسات العليا بكلية الآداب ظهر المهراز بفاس في موضوع " النقد السينمائي بالمغرب : نشأته وتطوره " ، وبعد ذلك بسنوات قليلة حضر وناقش أطروحة نال بها شهادة الدكتوراه حول موضوع " الخطاب البصري بالمغرب " . وقد جمع جوهر هتين الأطروحتين في كتاب أصدره في مطلع الألفية الثالثة بعنوان " المقاربة النقدية للخطاب السينمائي بالمغرب من 1905 إلى 2000 " (حول تاريخ النقد السينمائي بالمغرب) .
ولتعزيز رصيده في الثقافة السينمائية ومكتسباته النظرية الأكاديمية الجامعية وما تعلمه من خلال الممارسة الميدانية عبر احتكاكه بمخرجين رواد أمثال التازي وفرحاتي ومن خلال عمله في التلفزيون كمعد ومشرف على برامج مسابقات ذات طبيعة تعليمية (" ثانويات " ، " هؤلاء التلاميذ ") أو أعمال وثائقية (" بورتريه " ، سلسلة " أعلام سياح " ) بالإضافة إلى إنتاجه وإخراجه لأفلام وثائقية بتمويل ذاتي من بينها " الخيط والإبرة " و " زحف الإسفلت " و" الحلقة جسر المتوسط " ، درس العلوي الإخراج بكندا وحصل على شهادة مهنية فيه .
تتكون فيلموغرافيته السينمائية لحد الآن من العناوين التالية :
الأفلام القصيرة :
" بيدوزا " (2005) و " جزيرة يوم ما " (2005) و " موعد في وليلي " (2005) و " حبات الأرز " (2007) و " إزوران " (2008).
الأفلام الطويلة :
" أندرومان " (2012) و " دوار لبوم " (2016) هو في مراحل ما بعد الإنتاج .
تجدر الإشارة إلى أن المبدع والأكاديمي عز العرب العلوي له حضور وازن في المهرجانات السينمائية المقامة بالمغرب طيلة السنة ، فقد شارك في لجن تحكيم عديدة كرئيس أو عضو ، كما أطر مجموعة من الورشات التكوينية في السينما والسمعي البصري ، وألقى دروسا (ماستر كلاس) هنا وهناك (بالمهرجانات وشعب السينما بالجامعات المغربية ومعاهد السمعي البصري وغيرها ) . وهو معروف بوقوفه إلى جانب السينمائيين الشباب وخصوصا المبتدئين منهم ، بمعارفه وإرشاداته وما تتوفر عليه شركته " سايس ميديت للإنتاج " ، الموجود مقرها بالرباط ، من إمكانيات .