يتميز حفل افتتاح الدورة الثالثة لمهرجان أوروبا الشرق للفيلم الوثائقي بأصيلة ، الذي ستحتضنه قاعة المحاضرات بمكتبة الأمير بندر بن سلطان يوم الأربعاء 14 أكتوبر 2015 ابتداء من السادسة مساء ، بفقرة تكريمية خاصة ، في حق المبدع السينمائي المغربي الكبير أحمد المعنوني (71 سنة) ، الذي سيشارك بفعالية في هذه الدورة الجديدة من دورات هذا المهرجان الفتي والمحكم التنظيم بإلقاء درس سينمائي (ماستر كلاس) حول تجربته وما راكمه من خبرة معتبرة في مجال إبداع الأفلام الوثائقية ، وبمداخلة في المائدة المستديرة حول موضوع " إنتاج وتسويق الأفلام الوثائقية " (يوم الجمعة 16 أكتوبر ابتداء من العاشرة صباحا بمركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية) إلى جانب فاعلين آخرين في مجال الأفلام الوثائقية . كما ستعرض بمناسبة تكريمه المستحق بساحة عبد الله كنون في إطار فقرة " بانوراما " نماذج من أفلامه الرائدة : " أليام أليام " (في السابعة والنصف من مساء الخميس 15 أكتوبر) و " الحال " (في السابعة والنصف من مساء الجمعة 16 أكتوبر) .
ومعلوم أنه صدر أواخر ماي 2011 ، عن مطبعة أنفو برانت بفاس بدعم من المركز السينمائي المغربي ضمن منشورات جمعية القبس للسينما والثقافة بالرشيدية ، كتاب حول تجربته السينمائية بعنوان " سينما أحمد المعنوني : الإنتساب الواقعي والبعد الجمالي " . وقد تميز هذا الكتاب بغنى مقارباته المتنوعة والمتكاملة ، على امتداد 101 صفحة من الحجم المتوسط ، التي تناول بعضها تجربة المعنوني في شموليتها وركز بعضها الآخر على قراءة أفلامه السينمائية الثلاثة " أليام أليام " (1978) و " الحال " (1981) و " القلوب المحترقة " (2007) .
شارك في تأليف مادة هذا الكتاب الجماعي تسعة من الكتاب هم : أحمد سيجلماسي (تقديم الكتاب وورقة بعنوان " أحمد المعنوني : من العلوم الإقتصادية إلى فنون الفرجة) وحميد اتباتو (الإنتساب الواقعي لسينما أحمد المعنوني : الجماليات والدلالة) ونور الدين محقق (شعرية الجمع بين الوثائقي والروائي في السينما المغربية ، قراءة في فيلم " الحال " لأحمد المعنوني) وعثمان بيصاني (العمق الصوفي في فيلم " الحال " لأحمد المعنوني : سر الحرف ودلالة الحيرة ) ومحمد اشويكة (بنية الإخراج السينمائي عند المخرج أحمد المعنوني) وشهادة لعزيز الحاكم (أحمد المعنوني مخرج القصائد المرئية) في الشق العربي (66 صفحة) . أما الشق الفرنسي (35 صفحة) فتضمن ثلاثة نصوص من توقيع بوشتى فرقزايد (الإستطيقا السينماتوغرافية في " القلوب المحترقة ") ومصطفى اللويزي (أحمد المعنوني بين المنحى الوثائقي والرهافة الفنية) ومولاي إدريس الجعيدي (" أليام أليام " نظرة نقدية ، مسرحة ومسافة) .
نقرأ في ظهر الكتاب ما يلي : " يعتبر أحمد المعنوني أحد المخرجين المغاربة المتميزين ، الذين ارتبطت مسيرتهم الفنية بالبحث عن طريقة سينمائية خاصة بهم . فيها عمق فكري وغوص ذاتي في ثنايا الذاكرة الحياتية للناس ، كما فيها بحث عن فرادة إخراجية وتميز فني في النظر الى الأشياء وقدرة على تحويلها الى متخيل سينمائي خصب وغني ... أجمع أصحاب النصوص التسعة المتكاملة ، التي يتكون منها مثن هذا الكتاب ، على أن التجربة السينمائية للمبدع أحمد المعنوني تجربة لها خصوصيتها وفرادتها . فهي تجربة تنتسب إلى الواقعية بشكلها ومضامينها وجمالياتها ، ويتداخل فيها المشترك الثقافي والمشترك الاجتماعي والتجربة الذاتية.