أسدل الستار مساء الأحد ، على فعاليات الدورة ال 16 لمهرجان طانجاز الدولي بأمسية بديعة تم خلالها تقديم عروض فنية مزجت بين موسيقى اكناوة والموسيقى الهندية وأنغام وإيقاعات الجاز العالمي .
فقد أتحفت المجموعة الهندية “مونأرا” والمجموعة المغربية “اكناوة إكسبريس” في عرض بعنوان “الهند تلتقي إفريقيا” الجمهور العريض الذي حج إلى مكان الحفل ، بعروض موسيقية متميزة انتقلت بإبداع كبير بين الموسيقى الكلاسيكية الهندية والموسيقى العالمية وموسيقى اكناوة المغربية الأصيلة والتي قدمها المعلم عبد المجيد الدمناتي بمعية المجموعة الهندية، التي عكست بحق تلاقح وتقارب الحضارات رغم بعد المسافات .
وعاش فضاء العرض لمدة غير يسيرة من الزمن على إيقاعات الموسيقى الكناوية بقيادة المعلم عبد المجيد الدمناتي الذي أتحف الجمهور بسحر الجمل الموسيقية وجمال الكلمات، وحقق التكامل بين الموسيقى المغربية والهندية الأصيلتين في “وئام فني غير مسبوق ” أشر على ميلاد نمط موسيقي مغربي هندي جديد .
ولم يكن الجمهور الواسع الذي تتبع عروض مجموعة باتونغا أقل حظا ، إذ كان له شرف متابعة عروض موسيقية فريدة من نوعها رحلت بمتتبعي العروض الموسيقية إلى عوالم الحلم الطفولي البريء والعفوية والبساطة والصدق في الأداء ، والتي خلقت جوا من المتعة الروحية تنسجم والأهداف الكبرى لمهرجان طانجاز الذي انطلقت أولى دوراته سنة 1999 .
وكان جمهور خشبة رونو بقصر مولاي عبد الحفيظ على موعد السبت مع أداء راقي قدمه الفنان الأمريكي نيكي هيل، الذي سخر كل مؤهلاته الموسيقية وصوته الشجي ليقرب الجمهور الحاضر من آفاق موسيقية بعيدة من عالم الروك والبلوز والتي لقيت تجاوبا فنيا جميلا عكس الذوق الفني للجمهور المغربي ، الذي تابع دورة المهرجان منذ انطلاقته يوم الخميس الماضي بشغف كبير.
ومن جهته ، قدم الثلاثي ياسين مالك في عزفه على آلة البيانو ألحانا نهلت من ريبرتوار الموسيقى العالمية الخالدة وألحان موسيقى الجاز التي قدمها في قالب قبائلي مزج ما بين سحر موسيقى الشرق حيث جذوره وموسيقى الجاز الآتية من الغرب ، فاتحا أبواب الشعر الشرقي على فضاء التجديد في لغة موسيقى الجاز.
كما كان الجمهور على موعد مع عازف الكلارينيت والمؤلف الموسيقي الآسيوي ، أرون غوش، المعروف كأحد المجددين الهنديين الكبار في موسيقى الجاز ، والذي تمكن في ثاني صعود له على خشبة مهرجان طانجاز بعد مشاركته الأولى سنة 2013 من خلق جو فني جمع بين الفرح والسعادة والأداء الباهر ، من خلال تأثيرات تعتمد على خبايا الفولكلور الهندي والموسيقى الكلاسيكية والجاز والروك والهيب هوب.
وعاشت مختلف فضاءات مدينة طنجة، مساء الخميس والجمعة الماضيين ، على إيقاع موسيقى الجاز، حيث أبدع موسيقيون من مختلف الآفاق عروضا نالت إعجاب واستحسان نخبة من عشاق هذا الفن العالمي، الذين توافدوا على منصات مهرجان “طانجاز “، الذي تشرف على تنظيمه تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس مؤسسة (لورين).
وقد قدمت الفنانة السويسرية ذات الأصول المغربية السورية سامية الطويل، شذرات من ألبومها المتميز “فيردوم إيز ناو” (الحرية الآن) نالت إعجاب الجمهور العاشق لفن الجاز، والذي حج بكثافة إلى فضاء الكورنيش للاستمتاع بالصوت الحساس والقوي لهذه المطربة المتمكنة، التي تفننت باحترافية عالية في تقديم موسيقى تتغذى من رحيق الروك والسول والجاز.
ويبقى جديد الدورة ال 16 التي التأمت تحت شعار “جاز القارات الخمس” ، هو انفتاحها على الآفاق الإفريقية، من خلال عروض السنغالي أبلاي سيسوكو والقبائلي ياسين مالك، فضلا عن تقديم فنانين أوروبيين، من قبيل الإيطالي روبيرتو غاتو والفرنسي جان بيير كولار نيفين والإيرلندي غرين دوفي والثلاثي الإسباني سومرا، عروضا متميزة.
كما كان لعشاق هذا المهرجان مواعيد مع فنانين أمريكيين من ضمنهم روبي لاندين ونيكي هيل ومينينو غاراي وإيفان ميلون ليويس، وكذا مع الأسترالية سالي ستريت ومجموعة البلوز اللبنانية “دو وانطون بيشوب”.