طرحت جريدة " المساء " ثلاثة أسئلة على الناقد السينمائي أحمد سيجلماسي في عددها 2767 ليوم الخميس 27 غشت 2015 (ص 2) . فيما يلي نص الحوار الذي أجرته معه الصحافية وفاء لخليلي :
سؤال 1 : ما هو تقييمكم لوضعية الإنتاج السينمائي الأجنبي بالمملكة ، وهل يمكن للأفلام المصورة جزئيا أو كليا بالمغرب أن تشجع الدولة على الإستثمار في المجال السينمائي ؟
جواب : شكل المغرب ، منذ زمن ، عنصر جذب للإنتاجات السينمائية الأجنبية بفضل ما يتوفر عليه من فضاءات طبيعية متنوعة ويد عاملة رخيصة .. فمثلا رخص المركز السينمائي المغربي للأجانب سنة 2010 بتصوير 734 عملا سينمائيا وتلفزيونيا ، وبدأ هذا العدد في التراجع إلى أن وصل إلى 631 عملا سنة 2014 .
أما بخصوص الإستثمار في المجال ، فإنه يمكن أن يتم إذا قنن أولا الإشتغال في هذه الإنتاجات الأجنبية لفائدة المهنيين المغاربة من تقنيين وفنانين وكومبارس ... مع الضرب على أيادي السماسرة الذين اغتنوا من مواقعهم كوسطاء بين الأجانب والمغاربة . وإذا تم ثانيا اقتطاع جزء من عائدات هذه الإنتاجات لتوظيفه في الإنتاجات الوطنية وتعزيز البنية التحتية السينمائية المحلية في المدن القريبة من مواقع التصوير عبر بناء قاعات واستوديوهات ومختبرات ومؤسسات للتكوين .. خصوصا وأن الميزانية المستثمرة بالمغرب سنة 2014 من طرف الإنتاجات الأجنبية بلغت مليارا و 166 مليون درهم ، وهو المبلغ الذي لم يتعد سنة 2013 سقف 220 مليون درهم .
سؤال 2 : هل هناك أي تحفيزات قد تساعد على جذب أكبر، وأين يتجلى دور المركز السينمائي المغرب في الترويج للمغرب كوجهة لتصوير الأفلام؟
جواب : إن الإستقرار السياسي وتنوع فضاءات المغرب الطبيعية وتوفره على تقنيين سينمائيين متمرسين وبنية فندقية متقدمة وشبكة طرقية مناسبة ، تعد كلها عوامل محفزة ، إلى جانب مجموعة من التحفيزات التي تتضمنها القوانين المنظمة لقطاع السينما ببلادنا . زد على ذلك مطالبة المركز السينمائي المغربي الوزارة الوصية على القطاع وباقي الوزارات بالرفع من هذه التحفيزات لاستقطاب المزيد من الإنتاجات الأجنبية مستقبلا . أما عن الترويج في الخارج للمغرب كوجهة مناسبة ومغرية لتصوير الأفلام فأظن أن هذا ليس من اختصاص المركز السينمائي وحده بل يجب أن تنخرط كل من الحكومة المغربية بمختلف مكوناتها إلى جانب جمعيات المجتمع المدني والمركز السينمائي في هذا المشروع .
سؤال 3 : بعض الأفلام الأجنبية التي يتم تصويرها بالممكلة، تقدم واقعا مغلوطا ومغايرا لما هو عليه الأمر ، هل يمكن أن تضر أو تؤثر مثل هذه الأفلام سلبا على صورة المغرب عالميا؟
جواب : من المفروض ألا تسمح السلطات المختصة بتصوير الأعمال السمعية البصرية التي قد تسيء إلى المغرب وثقافته أو تشوه واقعه وتاريخه ، لكن تصعب ، في غالب الأحيان ، معرفة المضامين الحقيقية للأعمال المصورة ، كما تصعب مراقبة الأجانب أثناء التصوير . لكن هذا لا يمنع من المطالبة بقراءة سيناريوهات الأفلام قبل الترخيص بتصويرها واشتراط الحصول على نسخة من الفيلم بعد الإنتهاء من إنتاجه من أجل المقارنة ، وفي حال ثبوت ما يسيء إلى سمعة أو صورة المغرب ، يجب اتخاذ إجراءات في حق الجهة المنتجة ، أقلها عدم الترخيص لها مستقبلا بالتصوير ببلادنا .