د.العيسوي:هذه الذكرى يجب أن تبقى منقوشة في ذاكرتنا فالمعركة ما زلت قائمة لم تنته بعد
د.أبو السبح:الكلمة تتحول إلى أداة بيد الطفل الفلسطيني ليجرف الاحتلال إلى مزبلة التاريخ
د.زين الدين: إن للكلمة فضل كبير للذود عن القد فرب كلمة فاقت ألف قذيفة
خلال حفل لتكريم أدباء الثورة المقاومة والذي أقامته اللجنة الوطنية العليا للقدس عاصمة الثقافة العربية 2009 يوم الخميس (9/4) بالتعاون مع مركز بلدنا للثقافة والفنون، حفل التكريم الذي تزامن مع الذكرى الواحدة والستين لمذبحة دير ياسين، اجمع خلالها المتحدثون على أهمية دور الكتاب والمفكرين والمؤرخين في مقاومة الاحتلال، وعلى أن هذه الكتابات سيكون لها دورها في تدوين تاريخ فلسطين وحمايته من التزييف والتزوير، وسيتم من خلال هذا التقرير استعراض لما تم الحديث عنه في حفل تكريم أدباء الثورة والذي كان بعنوان"وفاء القدس لأدباء المقاومة".
الأدب المقاوم
افتتح كلمة الاحتفال وزير الثقافة د. أسامة العيسوي حيث قال"إن هذا الاحتفال يأتي تكريما لثلة من خيرة أبناء الوطن من رجال منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ولكنهم باقون على العهد عهد الوفاء لبلدهم لعقيدتهم ومبادئهم وثوابتهم"
وأشار العيسوي إلى أن هذه الفعالية تأتي لتكريم رواد وأدباء المقاومة في الذكرى الواحدة والستين لمذبحة دير ياسين، وتابع يقول إن هذه الذكرى يجب أن تبقى منقوشة في ذاكرتنا لنبقى على علم ويقين أن المعركة ما زلت قائمة لم تنته بعد.
ومن جهة أخرى قال العيسوي "إن المقاومة لا بد تأخذ دورها من خلال أنوعها المختلفة ومنها الأدب المقاوم"، مصرحا بأننا رفعنا في وزارة الثقافة شعار لتفعيل ثقافة المقاومة ومن هنا جاء واجب تكريم هؤلاء الأدباء الذين سطروا من خلال كتباتهم ومقالاتهم وأشعارهم معاني المقاومة المختلفة والمتنوعة والمتعددة ، فكانت إسهاماتهم إضافات نوعية في المقاومة مقاومة الاحتلال والمحتل على حد قوله
وأعرب العيسوي عن أمله بان هذه الفعالية والتي تأتي تحت العنوان الكبير والاهم القدس عاصمة الثقافة العربية 2009، بأن لا يكون تذكر القدس في هذا العام فقط إنما يجب أن تكون محفورة في قلوبنا وأذهاننا وذاكرة أطفالنا على حد تعبيره، موجها رسالة إلى جميع المؤسسات الثقافية المنتشرة في الوطن قائلا " أن عليهم رسالة كبيرة وواجب كبير لتحصين الثقافة الوطنية المجاهدة المقاومة لتبقى موجدة في أذهاننا"
أما بخصوص كلمته للأدباء الذين تم تكريمهم خلال الاحتفال أكد العيسوي على أن تكريم هؤلاء الأدباء هو واجب علينا، واصفا كتاباتهم وإصرارهم على البقاء على الثوابت بأنه بمثابة الوقود المحرك والمساندة لنا بان نبقى ثابتين على الأرض، وأردف قائلا "أتمنى من الله أن يكون لقاءنا في المرة القادمة في ساحات الأقصى والقدس تحت راية فلسطينية واحدة".
النضال بالكلمة
أما كلمة اللجنة الوطنية العليا للقدس عاصمة الثقافة العربية 2009 فقد قدمها د. عطا الله أبو السبح رئيس اللجنة حيث قال "إن فلسطين لم تغب عن المنهل ولم تغب عن الساحة ولم تغب عن المشهد الثقافي، وشعبنا معطاء كافح في مسيرة الحياة والحضارة الإنسانية قامات يشهد لها العالم بأنها كانت رموزا وما زالت".
وأشاد بكتابات بعض الكتاب الفلسطينيين الذين تحفظهم ذاكرته بتحديهم للعدو كابي سلمي وفدوى و توفيق زيان محمود درويش وسميح القاسم وفدوى طوقان وجبرا إبراهيم جبر أثرى المكتبة العربية من خلال عمله كأستاذ للأدب العربي بجامعة بغداد ،سامر السوافير الذي اقترن اسمه باسم سهير القلماوي وغيرهم،من الكتاب والشعراء والمؤرخين والمترجمين من رواد الأدب، مشيرا إلى انه كانت من قبل تعقد حلقات العلم في ساحات الأقصى ليشهد الأقصى أبو جامد الغزالي، أما في زماننا هذا فقال أن الجامعات الفلسطينية تزخر بهذه الكتابات الخلاقة المبدعة والتي سيكون لها دور في التاريخ وستكتب اسم فلسطين على صفحات خد الشمس على حد وصفه.
وأضاف أبو السبح بعد أن أشاد بعظمة نساء ورجال فلسطين "يا أبناء فلسطين الكلمة تبدأ بفكرة ثم تتحول إلي مبدأ وتتحول إلي موقف، فبؤسا للكلمة الغليظة المنافقة ولتحييا الكلمة المقاومة التي تبعث العزة والآباء والثبات في أرضنا"، وخاطب الحضور بقوله "إنكم تدركون ما للكلمة من فعل سحر، هم يحرفون ويزيفون تاريخنا ويسرقون حجارة الأقصى ليضعوها في الكنيست نقول لهم بملء الفم لا ،فلا يمكن إلا أن نناضل ونجاهد بالكلمة، والكلمة تتحول إلى حجر وسكين بيد الطفل الفلسطيني ليجرف الاحتلال إلى مزبلة التاريخ "
ومن جهة أخرى نوه أبو السبح إلى أن اللجنة لم تضع معايير لاختيار المكرمين فلم ينظر إلي توجه سياسي أو أيدلوجيا بل تم النظر إلى أن هذا فلسطيني، وتابع قوله بان من كان فلسطين قاوم بالكلمة وتحدي الاحتلال فهو على الرأس .
وناشد أبو السبح في نهاية حديثه الأدباء والكتاب والمفكرين بقوله" إلى الأمام يا قافلة الأدباء لتتحدوا الاحتلال الصهيوني ونحن على الدرب نسير حتى تتحرر فلسطين كل فلسطين وان تكون درة فلسطين هي العاصمة".
التمسك بالأرض
ومن جهته قال رئيس مجلس إدارة مركز بلدنا الثقافي د.زكريا زين الدين "يأتي هذا الحفل في خضم ما تتعرض له القدس من مخططات التهويد وحلقات التهجير لأهلها، تزامنا في أننا نعيش هذا العام تحت قبة القدس كعاصمة الثقافة العربية، فإننا نتمسك بأرضنا وقداستها كعاصمة أبدية لدولة فلسطين نظيفة من الاحتلال تأكيد أن المقاومة الأدبية لا تقل دورا عن المقاومة المسلحة"، مشيرا إلى أن الكلمة لها موقعها الكبير في الذود عن القدس والدفاع عن الحقوق المسلوبة قائلا "أن للكلمة فضل كبير ورب كلمة فاقت ألف قذيفة".
ويذكر انه حضر الاحتفال ثلة من المثقفين والأدباء والمفكرين والكتاب مجموعة كبيرة من صفوة المجتمع، وتم خلال هذا الاحتفال إلقاء كلمة للدكتور عبد الغني التميمي والدكتور عبد الرحمن بارود من السعودية عبر الفيديو كنفر نس ، وكذلك الدكتور وليد سيف عبر الهاتف من الأردن، إلى جانب ذلك تحدث عبر الهاتف الدكتور وليد سيف.
وفي ختام الحفل تم تسليم الدروع الخاصة بالأدباء المكرمين أما لذويهم أو بأيدهم شخصيا إلي جانب ذلك تم التنويه إلى أن الشعراء والكتاب الذين لم يتسنى لنا أن نكرمهم في غزة سيتم إرسال الدروع الخاصة بهم إلي حيث يقطنون في الدول الخارجية.
أما الأدباء الذين سلمت لهم الدروع فهم (أ.زكي العيلة، أ.احمد دحبور، أ.هارون هاشم رشيد، د.ناهض الريس، أ.عبد الله تايه، أ.عمر خليل عمر).