تواصلت الأمسيات الفنية للدورة السادسة لمهرجان الفضة بتيزنيت، التي تنظمها جمعية تيميزار، بشراكة مع المجلس البلدي لمدينة تيزنيت، بسهرة ثانية، السبت 15 غشت الجاري، أحياها كل من مجموعة إمراين المحلية ومجموعة هشام ماسين الحاملة لمشعل الفن الملتزم للفنان الرحل عموري مبارك، بالإضافة إلى الفنانة المتألقة رشيدة طلال، التي استقبلت بحفاوة كبيرة من طرف جمهور تيزنيت، المدينة التي قضت بين أحضانها أزيد من 11 سنة من عمرها، والمجموعة الأسطورية أودادن، التي تفاعل الجمهور بشكل كبير مع عدد من أغانيها الخالدة.
وامتدت السهرة، التي حضرها حوالي 75 ألف متفرج، من بينهم عدد من أبناء الجالية السوسية المقيمة بالخارج، حتى حدود الساعة الثانية والنصف فجرا.
وكانت السهرة الأولى، التي قام بتنشيطها الإعلامي عبد الله كويتا وعائشة إدعلاو، شهدت تدفقا جماهيريا قياسيا قدر بأزيد من 80 ألف شخص، لمتابعة نجميهما المفضلين الشاب مسلم وبدر سلطان، خصوصا أنهما يحيان أول مرة في مشوارهما الفني سهرة غنائية في مدينة الفضة.
وقد كان الاثنان في مستوى تطلعات الجمهور، الذي حضر من تيزنيت وأكادير ومراكش والدار البيضاء وكلميم وسيدي إفني، إذ ظل يردد أغانيهما ويرقص على إيقاع الموسيقى إلى ساعات متأخرة من ليلة الجمعة. كما ساهمت في إحياء هذه السهرة مجموعة الشامخ إزنزارن ومجموعة محمد بولهوا.
وتتضمن السهرة الثالثة والأخيرة للمهرجان سيمو تيزنيت ومجموعة فاطمة تشتوكت والفنانة ابتسام تسكت وأوركسترا الفنان الشعبي سعيد الصنهاجي، بالإضافة إلى الثلاثي المتألق الديدجي كريم ولورد "س" والفيدجي السبتي، الذي ألهب حماس الجمهور في السهرات الثلاث لمهرجان تيميزار.
وكانت الدورة السادسة للمهرجان تيزنيت للفضة، الذي تحظى بتغطية إعلامية مكثفة، افتتحت، الخميس الماضي، افتتحت بالكشف عن أكبر "خلالة" فضية في العالم، والتي استغرق صنعها أزيد من 7 أشهر، وشارك في إبداعها ثمانية من أمهر الحرفيين المحليين، الدين حرصوا في صنعها على استعمال جل التقنيات التقليدية والعصرية في صياغة الفضة.
ويبلغ طول هذه التحفة، التي تسمى "تزرزيت" بالأمازيغية، 2,20 مترا وعرضها 150 سنتيمترا، واستعملت في صياغتها 8,50 كيلوغرامات من الفضة الخالصة.
وأشرف على حفل افتتاح النسخة الحالية للمهرجان، وزيرة الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي فاطمة مروان، إلى جانب عامل الإقليم سمير اليزيدي، ورئيس المجلس البلدي عبد اللطيف أوعمو، ورئيس المجلس الإقليمي عبد الله غازي، وعدد من الشخصيات.
ويصبو المنظمون في السنوات المقبلة إلى تنظيم معرض دولي للحلي الفضية على شاكلة الصالون العالمي للمجوهرات المُنظم العام الماضي بتركيا.
ويهدف المهرجان، المنظم من طرف جمعية تيميزار وبدعم من المجالس المنتخبة وعدد من الشركاء العموميين والخواص، إلى تشجيع الحرف اليدوية المحلية، خاصة صياغة الفضة، التي تعتبر موروثا تاريخيا وحضاريا، ورمزا لقيم الجمالية والإبداع بالمنطقة، ورافدا تنمويا يساهم في تحقيق التنمية الاقتصادية المحلية.
ويكرس مهرجان "تيميزار" مدينة تيزنيت كعاصمة لصياغة الفضة بالمغرب، إذ تتميز عن باقي المدن بصناعة الحلي بأشكالها التقليدية وبتجلياتها الثقافية العميقة، ولعل هذا البعد الرمزي للفضة هو ما يعطى قيمة مضافة للصناع التقليديين المحليين المعروفين بمهارتهم وإبداعاتهم الخلاقة.
يشار إلى أن مهرجان تيميزار للفضة ينظم من طرف جمعية تيميزار، بشراكة مع المجلس البلدي لمدينة تيزنيت، ودعم من وزارة الصناعة التقليدية ووزارة الداخلية ومجلس جهة سوس ماسة درعة والمجلس الإقليمي لتيزنيت وغرفة الصناعة التقليدية بأكادير.