في أجواء رمضانية ؛عرف فضاء رودييس "المركز السوسيوتربوي التابع لحركة الطفولة الشعبية" سيدي مخلوف" بالرباط؛ مساء الجمعة10 يوليوز 2015 ندوة وطنية حول موضوع "السيناريو في السينما المغربية" من تنظيم جمعية "ملتقى الصورة" بشراكة مع جمعية نقاد السينما بالمغرب . وقد شارك في تنشيط فعاليات الندوة كل من السادة : السيناريست عبد الإله بنهدار والمخرجة السينمائية الشابة أسماء المدير؛ ومدير موقع
. عادل السمار والصحفي بموقع هيسبريس والمخرج محمد بنعزيز.« ART »
أشرف على إدارة اللقاء رئيس جمعية "ملتقى الصورة" الناقد السينمائي محمد الخيتر؛ الذي رحب بداية بالحضور النوعي الذي حج لمتابعة فعاليات الندوة المقررة؛ والمشاركة في إغناء النقاش؛ مقدما ورقة تعريفية مقتضبة عن المشاركين في الندوة من خلال أعمالهم ومشاركاتهم التي تدخل في إطار العمل الفني /السينمائي إن كتابة أو إخراجا أو مواكبة ونقدا..
من خلال العروض المقدمة من قبل فعاليات الندوة؛ يمكن استخلاص بعض المثبطات التي تعتبر من الأسباب الرئيسىة في تعكير المشهد السينمائي/التلفزي؛ وتعطيل عجلة الرفع من شأنه والتي شدد عليها كل من السيناريست عبدالإله بنهدار باعتبار مشاركاته العديدة والمتنوعة إن على مستوى الشاشة الكبرى أو الصغيرة أو على مستوى الكتابة المسرحية؛ مع ثلة من المخرجين.. معتبرا أن الحقل السينمائي يعيش فوضى ؛ تبعاتها تنعكس بالسلب على الإنتاجات السينمائية؛ وبالتالي تلقى الرفض والنفور من قبل الجمهور التواق إلى فن راق؛ وسينما تستجيب لمتطلباته؛ وتحل أو تساهم في حل إشكالاته. فما لم يتم تحديد المسؤوليات في تخصصات بناء الفيلم؛" ما للسيناريست للسيناريست" وما "للمخرج للمخرج"؛ وما "للتقني للتقني"؛ وما "للفنان للفنان".. وإبعاد هيمنة المنتج/المخرج على كل التخصصات بقوة المال؛ يقول بنهدار فلا تغيير في المستقبل المنظور إن استمر الحال على ما هو عليه. فيما أكد الصحفي/الناقد محمد بنعزيز على أهمية السيناريو والذي يتطلب من كاتبه أن يكون متمكنا من آليات الحكي وله سرعة البديهة ومتسع من الخيال للإبداع.. فيما نفى عادل السمار أهمية السيناريو في الفيلم السينمائي على اعتبار أنه مجرد ورقة عمل ليس إلا.
في حين اعتبرت المخرجة أسماء المدير التي بدأت تشق طريقها في مجال الفن السابع؛ بإنتاجها لثلاثة أفلام (الرصاصة الأخيرة) و ( ألوان الصمت) و ( جمعة مباركة)؛ والتي حصدت من خلالها العديد من الجوائز إن وطنيا أو عربيا أو دوليا ؛بأن الفليم المغربي عند مشاهدته؛ لا يمتلك هوية . بخلاف أفلام دول أخرى؛ فبمشاهدتك لفيلم من أفلامها يمكنك تحديد هويته. "هذا فيلم إيراني؛ وذاك فيلم تركي؛ والآخر فيلم مصري .." إلا الفيلم المغربي للأسف الشديد عندما تشاهده أنت كمغربي؛ لا يمثل لك هويتك من خلال ما يقدم. وهذا أمر يجب الاشتغال عليه؛ وقد ثمنت ما أثاره بنهدار بالنسبة لمشكل كتابة السيناريو؛ وما يخلقه من جدال بين المخرج والمؤلف؛ على اعتبار أن المخرج من يعتبر الوحيد المسؤول عن إعادة كتابة القصة تصويريا وتقديمها للجمهور.
وفي سؤال موجه من قبل أحد الحضور؛ استفسر من خلاله عن الفيلم الذي أقام ضجة كبرى – في الآونة الأخيرة- من خلال تسريب بعض مشاهده "الزين لي فيك" والدعم الذي قدم له من قبل المركز السينمائي المغربي. يقول : ما موقع كتابة سيناريو هذا الفيلم من الإعراب ؟ وهل من أمل في استرجاع الدعم المقدم له والذي يدخل في إطار المال العام الذي يساهم كل المغاربة في تأديته عبر ضريبة النهوض بالسمعي البصري من خلال فاتورة الكهرباء؟ وماذا عن هذا السخاء الحاتمي لدعم الفيلم خارجيا ؟
ردت المخرجة أسماء المدير بكل ديبلوماسية؛ معبرة عن خصوصية العمل السينمائي الذي يحتاج فيه المخرج إلى دفق من الحرية للاشتغال والتعبير عن مواضيع تعالج الواقع ؛ وتعكس مشكلاته ومعضلاته بنظرة فنية راقية؛ لا تنزل إلى مستوى الابتذال. فنحن في مجال الفن ينبغي أن نقدم فنا؛ معترضة على المخرج نبيل عيوش فيما أقدم عليه في هذا الفيلم من نقل الواقع بطريقة سمجة؛ بالرغم من أنها من المعجبين به تقول ؛ خاصة فيلمه (علي زاوا) الذي كان له الأثر في اهتمامي بالمجال السينمائي؛ والسعي في طريقه.
أما من حيث الدعم الخارجي للفيلم تقول أسماء : هناك الثالوث المحرم الذي من خلاله يتم استقطاب كل من يسعى إلى الأضواء والنجومية من المخرجين..؛ والمشاركة في المهرجانات الدولية؛ بشروط من بينها ما قدم في الفيلم المذكور. فلقد سبق وأن تمت دعوتي للمشاركة في إسرائيل ورفضت. أما بخصوص استرداد الدعم من قبل الجهة الداعمة "المركز السينمائي المغربي" فالسؤال يجب أن يتوجه إليه.
واختتم اللقاء بخلاصة مفادها أن العناصر المكونة لإنتاج الفيلم؛ تعيش أزمة يتطلب حلها وضع قانون منظم يحدد المسؤوليات؛ والخروج من نفق الهواية والارتجال إلى نور الصناعة و الاحتراف .