اختتم "مؤتمر تنمية وتطوير المسرح المدرسي في الوطن العربي" الذي نظمته الهيئة العربية للمسرح ، و كان المؤتمر قد عقد على مدار ثلاثة أيام بحضور ممثلين عن وزارات التربية والتعليم العربية، إضافة إلى ثلة من الخبراء ولجنة متابعة مشروع الاستراتيجية، بحضور ممثل عن مكتب التربية العربي لدول الخليج، ومكتب التربية في الأمانة العامة لدول مجلس التعاون، ليكون هذا المؤتمر تتويجاً لجهود استمرت على مدار ثلاثة عشر شهراً تم خلالها وضع "استراتيجية عربية لتنمية وتطوير المسرح المدرسي في الوطن العربي" حيث تشمل هذه الاستراتيجية خطة عمل عشرية قسمت إلى مرحلتين، الأولى تستمر حتى نهاية 2017 وهي ما قدمته الاستراتيجية كخطة عاجلة، والمرحلة الثانية لمدة ثماني سنوات تنتهي في العام 2025.
المؤتمرون ناقشوا ما جاء في الاستراتيجية واقترحوا بعض التعديلات و الإضافات التي تكسب الاستراتيجية تماساً أكثر مع الواقع، كما ناقشوا الدليل العام للمسرح المدرسي بمراحله المختلفة وملاحق الاستراتيجية المتعلقة بمشاريع التدريب والتأهيل للفريق المحوري العربي الذي ينتظر من خلاله تأهيل 300 مدرب مؤهل لإعداد المشرفين والميسرين والمنشطين في مختلف الدول العربية ضمن خطة عمل واضحة، كما ناقش المؤتمرون ملحق المهرجانات وملحقاً خاصة بمذكرة تفاهم بين الهيئة ووزارات التربية العربية، وقد أصدروا في ختام أعمال المؤتمر إعلان الشارقة لتنمية المسرح المدرسي في الوطن العربي وهذا نصه:
(إن إعلان الشارقة بيان لكل مهتم بمستقبل اجيالنا الناشئة الصاعدة من أبنائنا الطلبة الذين يمثلون ومستقبلهم أمانة في أعناقنا نحن المسرحيون والتربيون المشاركون في "مؤتمر تنمية وتطوير المسرح المدرسي في الوطن العربي" الذي انعقد برعاية وحضور وعناية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى لاتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة، حاكم الشارقة، الرئيس الأعلى للهيئة العربية للمسرح والذي دعت إليه ونظمته في الشارقة في الفترة من 31 مايو إلى 2 يونيو 2015، الهيئة العربية للمسرح، حيث ناقش المشاركون في المؤتمر حيثيات الاستراتيجية وما تضمنته من ملاحق تفصيلية وخاصة الدليل العام للمسرح المدرسي في كل مراحل التعلم بما فيها مرحلة ما قبل المدرسة (مرحلة الروضة)، ودليل ذوي الإعاقة.
في الشارقة في يوم الثلاثاء الثاني من يونيو / حزيران 2015، إننا نشهد نحن المشاركون في "مؤتمر تنمية وتطوير المسرح المدرسي في الوطن العربي" لحظة ميلادٍ تاريخية لأول استراتيجية لتنمية المسرح المدرسي في الوطن العربي، وميلاد أول دليل عام عربي لهذا المسرح المدرسي الذي نؤمن بدوره في بناء شخصية الطالب.
إن هذه الاستراتيجية التي تأتي تتويجاً لجهود بحث وتمحيص وتخطيط عكفت عليها الهيئة العربية للمسرح بشراكة حيوية مع وزارات التربية والتعليم العربية ومكتب التربية العربي لدول الخليج، والأمانة العامة لدول مجلس التعاون الخليجي، وكوكبة من خبراء المسرح المدرسي العرب، قد استقت روح مبادرتها من صائب بصيرة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي كرؤية ورسالة، وأفاء عليها المشاركون في عديد ملتقياتها ومؤتمراتها واجتماعاتها فيض معارفهم وخبراتهم لتكون هذه الاستراتيجية منجزاً علمياً ومعرفياً من أجل بناء أجيال متمكنة مما يمنحه المسرح من حرية تعبير وسلامة تفكير وحسن تدبير وإيجابية حوار وديمقراطية عيش، أجيال تحب المسرح وتحترمه وتتفهمه، أجيال تبني الخير وتنشر الحق.
من هنا، وبعد حوار علمي معمق ومداولات مركزة، يرى المشاركون أن هذه الاستراتيجية وبرامجها تعتبر خارطة طريق للتطوير والتنمية الحقيقية للمسرح المدرسي بصفته أساساً لتنمية المسرح، وأداة هامة للتنمية المجتمعية، ونقطة انطلاق نحو تطوير العملية التربوية والتعليمية التي تبدو الآن أكثر أهمية لتحصين طلبة اليوم قادة الغد ضد موجات التطرف والتعصب التي تجتاح وطننا والعالم.
يشيد المؤتمرون بالجهود التي بذلها أعضاء لجنة المتابعة في صياغة هذه الاستراتيجية، وبالجدية والروح العملية والتعاون المنفتح البناء الذي يصبغ عمل الهيئة العربية للمسرح وآلياته الأمر الذي جعل من هذه الاستراتيجية منجزاً لا يقل أهمية من حيث الشكل والمحتوى عن أحدث ما يعمل به في برامج المسرح المدرسي إقليمياً ودولياً.
إن المشاركين يتمنون على وزراء التربية والتعليم وجامعة الدول العربية ومكتب التربية العربي لدول الخليج والأمانة العامة لدول مجلس التعاون الخليجي والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم والمؤسسات المعنية دعم هذه الاستراتيجية وذلك بتبني التوصيات الأتية :
أولاً : تبني "استراتيجية تنمية وتطوير المسرح المدرسي في الوطن العربي" المنبثقة عن مؤتمر استراتيجية تنمية وتطوير المسرح المدرسي في الوطن العربي، والمنعقد في الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة، في الفترة 31/5 - 2/6/2015، برعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى لاتحاد الإمارات العربية المتحدة، حاكم الشارقة .
ثانياً : التعاون مع الهيئة العربية للمسرح لوضع الآليات وطرق التنفيذ الناجعة لهذه الاستراتيجية.
ثالثاً : تولي المسؤولية التاريخية لتنفيذ هذه الاستراتيجية على مستوى الوطن العربي.
وأخيراً، فإننا نتطلع مخلصين إلى تفعيل هذه الاستراتيجية تحت شعار مستمد من قول صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي: "لنجعل المسرح مدرسة للأخلاق والحرية"
حرر ووقع في دارة الدكتور سلطان القاسمي للدراسات الخليجية
بالشارقة، في يوم الثلاثاء 2 يونيو/ حزيران 2015)
وقد صرح الأمين العام للهيئة العربية للمسرح بأن الخطوات العملية لهذه الاستراتيجية سترى النور قريباً، وسنكون على مواعيد مع تطبيق خلاق لرؤى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي في بناء أجيال جديدة منتمية ومنفتحة و بناءة تصنع غداً مشرقاً لهذه الأمة.
من ناحية ثانية أضاف عبد الله أن لقاءات عمل ستجمعه مع وزراء تربية في الإمارات والدول العربية قد بدأت فعلاً في سبيل تفعيل هذه الاستراتيجية التي تشمل المتعلم والمعلم و الأسرة بنظرتها.