لطيفة نمير من الأسماء الشابة التي فرضت نفسها منذ سنوات في تخصص المونتاج الرقمي السينمائي والتلفزيوني، حيث تركت بصمتها واضحة على جسد العديد من الافلام المغربية والافريقية الروائية والوثائقية، الشيء الذي مكنها من الحصول بمهرجان واغادوغو ‘الفيسباكو’ ببوركينا فاسو على جائزة أحسن مونتاج سنة 2011، عن توضيبها لفيلم ‘ثقل القسم’ من اخراج البوركينابي دانييل كولوسانو، كما مكن مجموعة من الأفلام التي ركبتها من الحصول على جوائز في تظاهرات سينمائية مختلفة.
والمعروف عن هذه الفنانة البيضاوية المولد، ذات الأصول الأمازيغية، الحاصلة على اجازة في الأدب الأنجليزي وأخرى تطبيقية في السمعي البصري من جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، أن مسيرتها المهنية انطلقت من القناة التلفزيونية المغربية الثانية ‘دوزيم’ حيث اشتغلت باحترافية عالية في قسم البرمجة من 2001 الى 2003 قبل أن تلتحق بمؤسسة ‘ المركز السينمائي المغربي ‘ بالرباط، مقر عملها حاليا.
ومما أكسبها تجربة وخبرة ومراسا أكثر في تركيب الصور المتحركة، الدورات التكوينية العديدة التي استفادت منها بكل من فرنسا وألمانيا، زد على ذلك مساهمتها الفعالة في تأطير مجموعة من ورشات المونتاج الرقمي بمختلف المهرجانات والتظاهرات السينمائية المغربية. فلطيفة الانسانة الرقيقة والفنانة الموهوبة، العاشقة لمهنتها وتخصصها، لا تبخل بمعارفها على هواة السينما وعشاقها من الشباب، وعلى المخرجين المحترفين من مختلف الأعمار، فهي دوما رهن اشارتهم بملاحظاتها وارشاداتها وخدماتها المتنوعة، لا تشعر بالراحة والسعادة الا عندما تكون في خدمة الآخرين بوقتها وخبرتها ومعارفها النظرية والعملية. ليس المونتاح بالنسبة لها حرفة فحسب بل هو كذلك عشق وهواية وابداع واحساس ومهارة وتقنية ونشاط فني وثقافي تحقق من خلاله ذاتها وتسعى دوما الى تطوير قدراتها الابداعية لتكون في مستوى ما تشهده هذه المهنة وتقنياتها من تطور متسارع الوتيرة بفضل التقدم المضطرد لتكنولوجيا الاعلام والتواصل .
تعرف لطيفة نمير في أحد حواراتها الصحافية المونتاج أو التركيب بكونه ‘فن ترتيب المشاهد، استنادا الى أحداث قصة ما بشكل تسلسلي، لايصال معنى القصة للمشاهد. ومن أبجديات المونتاج التقطيع والتلصيق. وبصفة عامة هو كتابة قصة معينة بواسطة الصور. فكل مشهد هو عبارة عن جملة، وتركيبها يخضع لقواعد لغة المونتاج كما هو حال باقي اللغات وقواعدها’، والمونتاج الرقمي ‘ليس عملا تقنيا فحسب بل هو عمل فني يتطلب حسا فنيا وابداعيا’. واذا كان السيناريو هو الكتابة الأولى للفيلم، والاخراج هو كتابته الثانية، فان المونتاج بمثابة الكتابة الثالثة والأخيرة الموحدة بين السيناريو والاخراج (جريدة ‘الصحراء المغربية ‘- عدد 8 ماي 2013). فتحية للفنانة والمناضلة السينمائية الأستاذة لطيفة نمير بمناسبة تواجدها الفعال داخل الجامعة الصيفية للسينما والسمعي البصري وخارجها .