يتميز حفل افتتاح الدورة الثالثة لملتقى سينما الهامش بجرسيف (من 13 إلى 15 مارس 2015) بتكريمين ، الأول للممثلة السينمائية والتلفزيونية نادية نيازي ، والثاني للناقد السينمائي والمترجم والباحث في مجالات الفلسفة والعلوم الإنسانية الدكتور عز الدين الخطابي . فيما يلي ورقة مركزة تعرف بالفنانة نيازي :
رغم علو كعبها في التشخيص السينمائي والتلفزيوني ، ظلت الفنانة الرقيقة نادية نيازي بعيدة عن الأضواء ، مفضلة إشباع رغبتها في تقمص الأدوار المختلفة في الظل و متجنبة بتعفف المتواضعين الكبار مظاهر البهرجة الزائفة التي عادة ما ترافق أشباه الممثلات والممثلين .
وكلما شاهدتها في فيلم سينمائي أو عمل تلفزيوني جديد إلا وزاد إيماني بكونها ممثلة موهوبة وأصيلة لم تعطاها بعد الفرص الكافية لإظهار قدراتها التشخيصية الدفينة والهائلة.
كانت نادية نيازي جد مقنعة في أدائها لدور الأم في أول أفلام المخرج الشاب يونس الركاب الروائية الطويلة " الأوراق الميتة " (2014) ، كما كانت تلقائية في ظهورها العابر في فيلمي المخرج الشاب هشام العسري " هم الكلاب " (2013) ، إلى جانب الممثل القدير حسن باديدة ، و " النهاية " (2011) ، إلى جانب الممثل الكبير إسماعيل أبو القناطر المقيم بالديار الأمريكية.
وفي أفلامها السينمائية الأخرى ك " براق " لمحمد مفتكر و " عاشقة من الريف " لنرجس النجار و " سنوات المنفى " و " ثابت أو غير ثابت " و " شوف الملك في القمر " لنبيل لحلو و " ملائكة الشيطان " لأحمد بولان و " خونة " لشون غوليت و " ملكة الصحراء " للمخرج الألماني ورنر هرزوغ و " محطة الملائكة " لمحمد مفتكر وهشام العسري ونرجس النجار وغيرها ، كان حضورها قويا أمام الكاميرا ، بغض النظر عن طول أو قصر مدة هذا الحضور في زمن الفيلم . إن هذا الحضور القوي يتجلى في قدرتها على التأثير في المتلقي بنظراتها وقسمات وجهها وحركاتها وكلامها ، وإقناعه بأدائها الجيد للشخصية التي تتقمصها في الفيلم .
نادية نيازي من فصيلة الممثلات القديرات والمبهرات بأدائن العفوي كعائشة ماهماه وراوية (فاطمة هراندي) وغيرهما ، ويظهر من مكونات فيلموغرافيتها السينمائية أنها تنتقي أدوارها بعناية وذلك لأن جل المخرجين الذين اشتغلت معهم لحد الآن لهم مكانتهم المحترمة في حظيرة الإبداع السينمائي المغربي والعالمي .
لم يقتصر حضور هذه الممثلة الموهوبة على السينما فقط بل انفتحت على التلفزيون المغربي والأجنبي من خلال مشاركتها في مجموعة من الأعمال من قبيل سلسلات " أحلام نسيم " لعلي الطاهري و " نشركوا الطعام " لنرجس النجار و " كابول كيتشن " للثلاثي جان باتريك بينس وألان مودي وفردريك بيرت ... وسيتكومات " كول سانتر " لنرجس النجار وهشام العسري و " ياك حنا جيران " لإدريس الروخ ...
ومن الأفلام السينمائية التي انتهت من تصويرها سنة 2014 نذكر : " ملاذ " للمخرج الفاسي الشاب إبراهيم الإدريسي ، وهو فيلم قصير من بطولتها إلى جانب الممثل القدير عز العرب الكغاط ، و" إرهاب " للمخرج هشام عين الحياة ، وهو فيلم روائي طويل شارك إلى جانبها في تشخيص أدواره إسماعيل أبو القناطر وعمر لطفي وآخرين ، و " صورة مجسمة للملك " من إخراج الألماني توم تيكفر وبطولة الأمريكي طوم هانكس ومشاركة مجموعة من الممثلين المغاربة ...
إن تكريم الممثلة المتميزة نادية نيازي في حفل افتتاح الدورة الثالثة لملتقى سينما الهامش بجرسيف مساء الجمعة 13 مارس 2015 هو بمثابة تكريم لفنانين وفنانات مقتدرين يعملون في الظل بعيدا عن الأضواء الحارقة ، فتحية صادقة لها بمناسبة هذا التكريم المستحق ولزوجها الفنان الموهوب يونس ميكري .