بعد العديد من المحطات المغربية بكل من طنجة والعرائش والقنيطرة،يحط رونق المغرب الرحال هذه المرة بمدينة الدار البيضاء،لتوقيع ديوان "صدى النسيان" للشاعر خليل الوافي،بشراكة مع مكتبة فرنسا،حفل افتتح بعزف موسيقي على آلة العود ليستمر عزف كلمات النقاد الذين أشادوا بالديوان وبقوة بلاغته وصدى كلماته التي لن يصيبها النسيان،فقد خلد الحفل ذكرى جميلة ستظل راسخة في القلوب،لما تميز به من حضور،جاء من البيضاء طنجة والعرائش ليشارك عريس الحفل احتفاءه بحرفه،مبدعين من مشارب مختلفة قصاصين وشعراء وزجالين،وتلاميذ ومهتمين بالشأن الثقافي ،المحتفى به الشاعر خليل الوافي جاء من طنجة إلى الدار البيضاء مدينته الأولى وحال لسانه ينشد:
راحل يا أمي..
أغير تاريخ الكتابة
في الألواح...
في الرمل...
في الصخر...
وأكتب بالصمت صمتي..(من ديوان صدى النسيان)
وهكذا يسجل الروانقة محطة أخرى في التألق في القلب النابض للمغرب الدار البيضاء،ويسجل ديوان صدى النسيان"صدى طيبا واستحسانا رائعا،وتسجل معه مكتبة فرنسا إشعاعا آخر لما حققته من نجاح في دعم المبدعين والإبداع،تحية نضالية لأطر مكتبة فرنسا،وللمشرفة الأولى السيدة خديجة البصري...
وعن هذا الحفل كانت بعض ارتسامات الحاضرين:
القاصة السعدية باحدة:
"لن أجانب الصواب إذا قلت إن حفل توقيع "صدى النسيان " كان من بين أحسن اللقاءات الناجحة بمكتبة فرنسا الحاضن الرسمي للمبدعين وكتبهم . حيث كانت الأمسية دسمة بالقراءات النقدية الغنية التي تفضل بها أجود المتتبعين والمتأملين في الإبداع الأدبي: الباحث أسامة الزكاري والناقد محمد مرزاق والكاتب عبد الحق الميفراني والأستاذ سعيد أصيل الذي سير الجلسة بنجاح.ناهيك عن القراءات الشعرية لقصائد الشاعر خليل الوافي التي نالت إعجاب الحاضرين ،فأقبلوا بحماس على اقتناء نسخ ديوان "صدى النسيان". فشكرا للراصد الوطني للقراءة والنشر وللقيمين على مكتبة فرنسا وللشاعر الراقي خليل الوافي مزيدا من البهاء
القاص عبد الرحيم هري :
"حفل توقيع ديوان" صدى النسيان" للشاعر خليل الوافي الذي نظمته مكتبة فرنسا وجمعية الراصد المغربي، وجدته راقيا بمقاييس رقي الحفلات الأدبية الجادة، نظرا للحضور النوعي من أدباء وعشاق الحرف؛ وامتاز بحضور مجموعة من تلاميذ الثانويات الذين لم يسبق لهم أن حضروا مثل هذه اللقاءات، حيث استحسنوا اللقاء والتزموا التزاما أخلاقيا بحضور أي لقاء من هذا النوع. وبهذا يكون اللقاء ناجحا حيث انفتح على شباب متعطش للقراءة والإحتكاك المباشر بالكتاب، وهذا هدف سام نسعى له جميعا."
الباحث أسامة الزكاري :
" كان اللقاء التقديمي لديوان " صدى النسيان "علامة ضوء داخل عتمات الغابة الإسمنتية لمدينة الدار البيضاء، لقد تحولت مكتبة فرنسا إلى قبلة للمهووسين بفن القول الحميل، كما شكل اللقاء مناسبة للاحتفاء بصانعي البهاء الحضاري داخل مشهدنا الثقافي الراهن. كان لقاءا للتأكيد على أن " ديوان العرب " لازال يمارس غوايته على القارئ المغربي وأن عشقنا لشعرية القصيدة سيظل نافذتنا المشرعة على رحابة ملكوت فعل الخلف والإبداع.."
فيما قالت فاطمة الزهراء المرابط (الكاتب الوطني لرونق المغرب):
"هي تجربة ناجحة من الناحية التنظيمية والإبداعية – بمشاركة ثلة من النقاد -، والحضور النوعي الذي تشكل من مبدعين وتلاميذ ومهتمين بالشأن الثقافي، مما أضفى على فعاليات الحفل دفئا وحميمية ومسؤولية في إغناء النقاش حول الديوان المحتفى والتحفيز على قراءته، هي مبادرة أولى ستليها مبادرات أخرى هادفة إلى تكريس فعل القراءة."
لقد ترك "صدى النسيان" صدى للذكرى بما خلفه من ارتسامات ،حفزت المبدعين على التغريد بقصائدهم في جلسة ثانية ، بينما وضع الراصديون الروانقة الحجر الأساس لفرع الراصد الوطني للقراءة والنشر بالدار البيضاء.