لم أقاطع أي نشاط مسرحي ، ولم أخاصم أي فنان مسرحي في حياتي ، لأنني إبن بار للمسرح ، هو مدرستي في الحياة ، هو مورد أفكاري ، تعاطيت لفنونه منذ صغر سني ، نهلت منه الفكر والفلسفة والحياة منذ الهواية ، وتركت الدراسة الجامعية في الأدب بكلية العلوم الانسانية في السنة الثانية لألج المعهد العالي للفن المسرحي بالرباط ، منذ أن سمعت بافتتاحه ، ودرست أربع سنوات ، تخرجت منها ممثلا عن جدارة وعلم ، وعينت قسرا في وزارة الداخلية قسم الجماعات المحلية ، وتركت الوظيفة من أجل هذا العشق الأبدي ، وعدت بقوة إلى الخشبة ، وتعلقت بكواليسها ، وعملت بجد واجتهاد ، لم أره في بعض من يقررون مصير المسرح اليوم ، تلك الشرذمة من الانتهازيين الذين يخنقون بنتانتهم كل متنفس مسرحي لنا ، لم أطالب بوظيفة في الدولة التي ترعاهم ويتعلقون بأهذاب كراسيها ، لم أطلب صدقة أو حسنة من أحد ، أعمل بكرامة وشرف ، ولا أطلب غير الاعتراف ، ولا شيء دون الاعتراف ، فلماذا يقام مهرجان للمسرح العربي في بلادي ولا أستدعى له ، بل لم يكلفوا نفسهم حتى اخباري بالعروض والانشطة ، وقد حز في نفسي عندما التقيت الاستاذ الكاتب والمخرج المسرحي السي محمد التسولي ، وعرفت أنه غير مكرم هو أستاذ الأجيال ، هنا فهمت أننا نحن من لسنا بموظفين بوزارة "الثقافة " ولي الحق لأضعها بين قوسين ، لأن الثقافة والاعلام ، لا يجب أن تكونا بين يدي شرذمة من الاحزاب الانتهازية ، ويجب أن يكون لها مجلس أعلى خاص بها ، لأنها شأن سيادي للوطن ، نحن ايها المواطنون الشرفاء ، ليس لنا الحق في أي نشاط فكري أو ثقافي تنظمه هذه الوزارة ، ولموظفيها الحق كله في الريع الثقافي والحديث باسمنا كمسرحيين والاستفاذة من ما هو حق لنا نحن المتفرغين للعمل الحقيقي ، انا أشجب كل هذه الممارسات ، وأحتفظ بحقي كمسرحي في العيش خارج دائرة الوظيفة ، أنا شريف وسأبقى شريفا رغما عن أنف كل الانتهازيين.